شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 38)
- المحتوى
-
والتعليق عليها اثار حفيظة القيمين على شؤون الدولة والحكم . حتى ان حكومة غولدا
مئير ذهبت الى الكنيست لتطرح الثقة بنفسها على اساس السياسة التي تتبعها في
قضية الشرق الاوسط . خنالت الثقة المطلوبة بأكثرية ساحقة من "5١ صوتا ضد ه
أن ثقة الكنيست جاعت متقرونة برد التهمة القائلة ان الحكومة قامت عمدا باحباط
المحاولة الرامية الى اجراء تبادل في الرأي بين الرئيس المصري عبد الناصر ورئيس
المؤتمر اليهودي العالمي » ناحوم غولدمان . حدث كل ذلك بالطبع بعد اقدام وزير
خارجية اسرائيل » ابا ايبان » على تأكيد استعداد حكومته للاجتماع الى كل واحد من
رؤساء الحكومات والدول العربية بقصد التفاوض حول النزاع في الشرق الاوسط(17).
لكن « قضية غولدمان » لم تنته آنذاك بالثقة التي نالتها حكومة غولدا مثير في الكنيست
على سياستها » واقترنت بالتنصل من محاولة أحباط المساعي الفولدمانية . فقد
تنهدت شوارع التدس المحتلة تظاهرات قام بها أعضاء ينتمون الى احزاب يسارية
وحركات للشبيبة . واعتصم المتظاهرون بالقرب من مبنى الكنيست » بعد محاولتهم
اقتحام مقر رئاسة الوزراء » لكي يطالبوا بذهاب غولدا مثير . كما سقط منهم بعسض
الجرحى نتيجة الاشستباكات مع قوات الشرطة . ويقال ان التظاهرة انطلقت بعد اجتماع
حاشد لتأييد موقف غولدمان » وجرى اعتصام المتظاهرين في اشد الشوارع ازدحاما
بحركة السير .
وعندما قامت تظاهرة ثانية في غضون الاسبوع ذاته »© لاحظ المراقبون الاجانب ان
الصحافة الاسرائيلية حاولت التقليل من ششسأن التظاهرات عمدا . فلم تنشر الصحف
الصادرة في اليوم التالي اية صور تظهر فيها اشتباكات المتظاهرين وقوات الامن .
حتى ان صحيفة « الجيروسالم بوست » » وهي المقربة من الاوساط الحاكمة » امتنعت
عن نشر آية صورة للتظاهرات تحت وطأة الضغط عليها من «فوق» . غم ان مراسلي
التظاهرات بانها من عمل فئة قليلة العدد وتعاني من الخيبة السياسية . فقد كتب
بيتر فيليب » مراسل صحيفة « سود دويتشه تزايتونغ » الالمانية يقول ان التفسير
الذي اعطته صحافة اسرائيل للتظاهرات هو اكثر من تفسير مغلوط : و « رغم كون
المتظاهرين يشكلون اقلية صغيرة فحسب » فانهم يمثلون قسما كبيرا من سكان
اسرائيل . لقد تظاهروا بالنيابة عن الجميع من اولئك الذين يغمرهم الاستياء من موقتف
الحكومة في قضية غولدمان ؛ كما يساورهم القلق من سياسة اسرائيل التوسعية
وشهوتها المتزايدة في ضم الاراضي العربية » لكنهم ليسوا على استعداد للنزول الى
الشارع في سبيل الاعراب عن موقفهم ورفع صوتهم بالاحتجاج »(148).
بينما عمد الدكتور غولدمان من جاتيه الى الادلاء بتصريحات للصحف الاوروئبية
والاذاعات العالمية معريا فيها عن دههثتته وسروره لردود الفعل العنيفة
التي صدرت عن قطاعات واسعة لسكان اسرائيل ازاء موقف الحكومة من مهمته
الفاشلة . ورأى في تظاهرات الشباب بنوع خاص دليلا على رغبة عميقة في الاستفادة
من كل فرصة ضئيلة للتوصل الى احلال السلام . كما تنبا غولدمان بان تغيير الاجيال
في اسرائيل سوف يترك اثرا حاسما على السياسة المتبعة في المستقبل نحو الدول
العربية . فالعناصر الشابة على حد قوله هي اقل تورطا بالتركة العاطفية
واكثر انفتاحا على الافكار الجديدة . والاسرائيليون الذين يقفون على الجبهة هم بنظره
اكثر واقعية واشد اشتعدادا لانهاء الحرب . ثم يستطرد غولدمان قائلا : ان .
اطرف الامور للغاية هو الاستماع الى هؤلاء الشباب كيف يتملكهم الاسف ويغمرهم
ون - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 10
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22475 (3 views)