شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 76)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 76)
- المحتوى
-
وبعد الهزيمة أو النكسة » والادب الذي « يؤرخ » للازمة بعد انتهائها بوثت طويل
أو قصر)06().
ان للشعر فعلا حضاريا » شسأنه شأن الموسيقى » وهذا الرأي الذي قد يراه البعض
نزعة لتسام مفتعل ومغلق وبعيد عن الارض » سيظل وحده » دون ريب » محك الاعمال
العظيمة . ان تسموخ العمل الشعري مسألة تاريخية بالضرورة » فيه يتفجر الحاضر
نحو المستقبل » وفيه يكمن الماضي كمون البذرة بالشجرة .
وحماس ذي قماشة جاهزة » ولا يساهم باكذوبة الاناشيد المتوترة التي اتقنتها الاذاعات
العربية .. بل هو يمتد بأفق داخلي في « ذات » الامة » مجموعة . فنحن لا نجهل مئات
الابواق الشعرية التي نفخت اوداج الواقع المترهل بعد حزيران » شأنها شسأن الصحف
العربية حين وضعت الفدائي والعمل الفدائي في دائرة لا حدود لسعتها . ونحن لا
نجهل » بالتالي ».نوبات الضمير التي بدات تجترها »؛ وهي تتلمس حطام حبها المخرب .
انها ببساطة لم تلتفت الى مهمة الشعر التفاتة مسؤولة» فلقد شماءعت - بظرف مساعد
ان تجعل تحت اسمم « الشسعر الثوري » كل حديث عن الفدائيين والشهداء وفلسطين .
وما عداه مجرد هلوسة خارجيين لا حنجرة لهم . ولقد ساهم النقاد وما اسوا النقد
في العربية وما اقل نقاده ! بتشبيت هذا المفهوم . الا اذا استثنينا بعض الارتدادات
المتأخرة.
يقول يوسف الخطيب في مقدمته الهامة لكتابه « ديوان الارض المحتلة » والتي تعتبر في
مقدمة المراجع العربية لشعر المقاومة الفلسطينية « أن مواضيع استنباط الافكار قائم
والاتتصاد .. وليس الشمعر »؛ بل ليس الادب عامة » الا قوى الرعد والبرق
والشمس » التي تمنح الحياة والاشراق لهذه الحقول جميعا . . لعل ان يفلحها السادة
المفكرون »(5). أن فاعلية الشعر الثوري ليست هي فاعلية البندقية الثورية . انها
اشارة لاولئك الذين يطالبون بان تكون الكلمة كالرصاصة . ان فاعليتهما مختلفة٠نوعيا .
اذ ان المدى بين الرصاصة والهدف لا يمكن ان يوازي » مهما اختلفت المتاييس »© ذلك
المدى الذي يفصل الشعر عن هدفه . ان المشاركة الفاعلة والحقيقية لن تتمكن من
النتائج الا بمعرفة مهماتها وحدودها .
لعل اقرب المسائل لهذه النزعة المجحفة تلك التي تجد في موضوع الساعة محكا لا محيد
عنه لقيمة الشعر ولثوريته . ولقد اشار الشاعر محمود درويش الى هذه الظاهرة
البائسة.بقوله « ان الخطأ يكمن في مجرد اجراء عملية المفاضلة » فليس من الضروري
ولا ينبغي ان تكون القضية الفلسطينية منذ نشاتها حتى حزيران هي المحور الاوحد
الذى يدور حوله الادب العربي المعاصر » والا فائنا صاب بأقضى ضيق النظر 4
ونعتبر ان كل التطورات السياسية والاجتماعية في العالم العربي ؛ منذ ما يزيد مسن
عشرين سنة غير جديرة بتعامل الاديب معها ؛ او نعتبرها ضربا من ضروب الكماليات
لمجرد عدم التصاقها المباشر بالقضية الفلسطينية » ولعلنا لا نختلف. على اعتبار هذا
الموقف تنكرا لمسيرة التاريخ العربي :. ومن هنا لا يمكن تقويم اعمال الشمعراء العرب
بميزان مدى تفاعلهم مع قضية فلسطين » كما ان احدا لم يجر مثل هذه المحاسسبة مع .
الشعراء العرب في مدى اشادتهم بالثورة الجزائرية مثلا او التحولات الاجتماعية
العميقة في الجمهورية العربية المتحدة ... »1(6).
حتى هذه الاشارة التي تبدو للوهلة الاولى حاسمة؛لا تفطن الى مهمة الشعر الاساسية»
فدرويش هنا أنما يوسع رقعة الاهتيامات من قتضية محددة واحدة الى قضايا محددة
73 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 10
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59410 (1 views)