شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 103)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 103)
- المحتوى
-
والانطلاق الحقيقي في العادات والسلوك »؛ والافق الفكري والاجتماعي المنطلق » حتى
ليعتقد المعلم العجوز ان ولده وزوجته قد وقعا في حرم الجامعة الامريكية في أسر الافكار
اليسارية الجديدة . وبسرعة ينتقل البروفسور ألشاب مع عائلته الى القدس حيث يعمل
استاذا في الجامعة » ثم يجند . وتتوالى الاحداث بسرعة » فاذا بالمعلم العجوز » يتلقى
خبرا يفيد ان ابنه قتل في صدام مع « العدو » في وادي الاردن . ويسافر الاب المرعوب
الى القتدس ويصل الى بيت ولده » غلا يجد كنته ؛ بل يجد امراة عربية عجوزا تنظف
الدار . ويذهب مرعوبا الى روضة الاطفال القريبة ليقتاد حفيده الى البيت يريد ان
يحمل حفيده لان فيه رائحة ابنه . ويذهب الى اللستشفى ليتعرف على جثة ولده » ثم
لتجرى العملية الروتينية عملية دفن « الشهيد » الحديد !!
ولكن ... وهنا يحدث تحول صارخ في الرواية . يكتشف الوالد ان الجثة التي يظن
السئولون العسكريون انها جثة ابنه ليست في الحقيقة جثة ابنه . وهنا » تستيقظ آمال
الاب . ويبدا الصراع الضاري الذي يتفجر بالانسانية » بين أمل الاب في ان ابنه ما زال
حيا يرزق وبين خوفه من الآمال الفارغة . ويروح المعلم الشيخ يحضر خطابا في الصف
الثاني عشر في المدرسة لتوديعه . هذا الصف آلذي سيذهب الى الجيش . أذن فان
المدير سوف يعطي المعلم الثاكل الفرصة النادرة » فرصة بث الروح المعنوية في جنود
المستقشل !1
وبعد ذلك يذهب المعلم الشيخ مع « الحاخام اتعسكري » الى المعسكر الذي كان ينتمي
اليه ولده ٠. ويقتادون الوالد المبرح بكاع وعذايا إلكن وادي الاردن للاتصال بالقيادة
الامامية للمعسكر » لتقصي مصير أبنه . وفي وادي الاردن » تكون الفرقة قد ابلغت بكل
تعقيدات القصة » وحين يصل الوالد يستقبلونه » ويخبرونه بسرعة بأن ولده حي يرزق٠
وبعد وقتت قصير تعود الديابات من « مهمة » وينزل الحنود واحدا واحدا » ثم ينزل
ولده . وهكذا ينبعث الابن من جديد » بعد ان مات طوال يوم كامل » وبعد ان أبنه والده
ولبس عليه بذلة سوداء تتناسب مع المصاب الجلل » وخلال هذا تكون الزوجة ايضا قد
جاءت واطمأنت وينامان الى الصباح ؛ في المعسكر .
القصة باختصار اذن » هي أن الوالد يبلغ خطأ بأن ابنه قد مات »© وخلال يوم يكتشف
كذب هذا الخطأ . وهكذا فان « أحداث » القصة بسيطة حقا » « لا تكفي » لتكون خيوط
قصة طويلة . ومع هذا » فان قوة هذه القصة في عنفها » ليس في الاحداث » بل في
الرداء العاطفي الرائع من الافكار والتخيلات والّهواجس والاحلام » التي تملا قلب بطل
القصة المعلم العجوز الذي تروي كل القصة على لسانه » بضمير المتكلم . كذلك
فان سير الاحداث في القصة لا يأتي « منطقيا » » من البداية الى النهاية » بل أن هناك
اختلاطا عجيبا » رائّعا » بين الاحداث والمشاهد » اختلاطا » هو من الناحية الفنية
والفكرية » تعبير صادق عن ذهول الوالد » وعن ضياع حدود الزمان والمكان في ذهنه »
وهو يواجه موقفا رهيبا غير عادي ٠ لو تأكد أن ولده مات فعلا لواجه الموقف بالصبر »
او بالانهيار » ولو تأكد أن ولده لم يمت لانتعش » ولكنه خلال كل احداث القصة كان
معلقا بين الانهيار والامل ... ومن ناحيّثة اخرى » فاننا نعتقد أن كل الوصف القوى
لشخصية البروفسور الشاب » ولشخصية زوجته الامريكية الشابة » ولشخصية
الطفل ؛ وللعلاقات بين هذه العائلة الصغيرة » ولافكار البروفسور وزوجته » تعطي
عنفا خاصا لحبكة الرواية 6ه هذان الشمابان اللذان يتفجران حياة وجدية 6 اللذان
جمعهما القدر في امريكا » يؤمنان بالسلام وبالحرية » ويحملان أغكارا انسانية عالمية .
لقد تمكن بن يهوشع » في اسلوب مكثف من ناحية » في سرد يشبه الهذيان » اى نقل
يشسبه أحلام اليقظة عند أنسان مرعوب - تمكن من طرح قضية من القضايا أمام المجتمع
١٠١1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 10
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6704 (5 views)