شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 191)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 191)
المحتوى
مؤثرة اذا لم نر معها مجموع القوى المتحركة عليها » ولان قانون « الزمان والمكان
والقوى » لا يعطى للحركة معناها الفعلي الا بناء على وزْن الجسم المتحرك 5
وتقدم المناورة على الخطوط الداخلية للجيش الواقع في مركز الحركة الميزات التالية :
وحدة قيادة القوى الضارية » تزايد القوه في حالة الاضطرار الى الانسحاب نحو الداخل»
تصر خطوط مواصلات القوات المشتبكة » تحقيق مبدا حشد القوى عن طريق جمع كبد
القوات في زمان ومكان معينين لضرب أحد الخصوم وتحقيق التفوق عليه بعد تثبيت
الجبهات الاخرى » والاتجاه بعد ذلك لضرب الجبهات الاخرى بصورة متعاقبة ‎٠‏
‏ويحتاج استخدام الخطوط الداخلية ضد عدة خصوم لجيشش جيد التدريب » قادر على
القيام بحركات سريعة » وتحقيق صدمة قوية تكفل حسم المعركة مع الخصم الاول بسرعة
للانتقال بعد ذلك الى بقية الخصوم » بالاضافة الى ارض تسهل الحركة بين مختلف
الجبهات ‎٠‏ وتسستند الى حدود ومواقع طبيعية قوية تسامد على الدفاع بأقل عدد من
القوات ريثما يتسنى تحقيق الحشد ضد الخصم الاول . غاذا ما تحققت كل هذه الشروط
كانت الخطوط الداخلية نعمة والا اثر ذلك تأثيرا سلبيا على سير الحرب .
وللمناورة على الخطوط الخارجية ميزاتها ايضا وهي : القدرة على ضرب العدو من
الحانب والخلف بأحد مراكز القوى عندما يكون مشغولا بالقتال ضد مركز آخر » نقل
المعركة والتدمير الى بلاد العدو » الشسعور المعنوي الذي يتمتع به المهاجم خاصة وان
التقدم يتم نحو العدو من كل جانب . وتفقد هذه المزايا أهميتها أذا انفرد الخصم بالقوى
متفرقة » وتمكن من ايقاف واحدة وضرب الاخرى . أو اذا كان التقدم غير متناسق لعدم
وجود قيادة موحدة فعالة .
وتكين اهمية هذا الشرح النظري في رؤية مدى انطباق العمليات الاسرائيلية في حرب
حزيران 15519 على الاسس المحددة . أي مدى فهم القيادة الاسرائيلية للواقع الذي
فرض عليها » ومدى استعدادها لتأمين متطلباته و الافادة من ايجابياته وانقاص سلبياته
الى الحد الاقصى ( قوات آلية محمولة ‏ سرعة في الحركة ‏ الدفاع أمام الجبهة
تحقيق الحسم مع القوة الرئيسية بسرعة ... الخ ) . كما انها تكمن في رؤية مدى
عدم انطباق العمليات العربية على الاسس المعروفة ( عدم ضرب العدو عند انشفاله
على الجبهة المصرية » عدم وجود وحدة قيادة او تنسيق في العمليات البرية والجوية ؛
والاخطر من ذلك » أن الوضع الجديد الذي ظهر بعد حرب حزيران 11517 والذي زاد
انساع الارض المحتلة وباعد بين الجبهات ( وهذه سلبيات بالنسبة لقوات العدو ) قد
منح هذه التوات عوامل ايجابية تتمثل في الاستناد الى حاجزين كبيرين هما قناة السويس
ونهر الاردن بشكل يؤمن الدفاع بقوة محدودة لتحقيق الحشد على الجبهة السورية
دبلوماسي » وعززت قدرتها الحركية برفع كفاءة قواتها الجوية » وزيادة حجم القوات
المد.ولة بالهليكونتر والآليات .
فهل فعل العرب ما في وسعهم لتقليل سلبيات الوضع الجديد » وزيادة ايجابياته » ( قيادة
موحدة » زيادة وحدات العبور » رفع كفاءة القوات الضاربة الحوية والمادرعة ) ؟ ان
هذا ما ستشته الحرب العربية ‏ الأسرائيلية الرابعة .
ويظن البعض أن الجيثش المقاتل على الخطوط الداخلية يسعى دائما وقبل كل ثسيء الى
ضرب أقوى خصومه ثم يلتفت الى الخصوم الاخرين . ولكن هذا أمر لا يتسم بالصحة »
اذ قد يلجأ هذا الجيش. الى ضرب أقوى خصومه متبعا اسلوب « قصم الظهر » وذلك
55
تاريخ
يونيو ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17762 (3 views)