شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 216)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 216)
- المحتوى
-
(؟ ) الجلسة الثانية : القضية الفلسطينية والسينما العربية
كيف قدمت السينما العربية القضية الفلسطينية من
واقع تجربتكم ومتابعتكم الشخصية لها ؟
كريستيان غازي : طرحت السينما العربية القضية
الفلسطينية اساسا عبر خطين : التجاري ©»
والوثائقي الذي نقل بعض الجوانئب من القضية
فوتوغرافيا وبدون منهجية محددة © وذلك كما فعلت
العديد من المإسسات السينيائية التي ترخب فقط
في نقل صورة تحرك العواطف السطحية بدون ان
تقدم مادة الفيلم في اطار سياسي واضح ٠. ولست
انوي ان اتناول السينما التجارية لانها بنظري
مرفوضة اصلا »© فهي قائية على استغفلال عاطفة
الجماهير وعنويتها. لهذا ساتناول السينما الجديدة
فقط ©» وهي التي تحاول أن تعالج القضيسة
الفلسسطينية من منظار محدد ٠ اني أرى في هذه
السينما الجديدة طبيعة مزدوجة . انها السينما
الروائية التي تأخذ بذات الوقت كشكلا تسجيليا »
وهناك ايضا السينما التي تعتمد الخط التسجيلي
الذي ينطلق من ذهنية ومن خلفية فكرية متقدمة .
وبصدد السيئما الروائية التسسجيلية ©» كنت
اول من قدم هذا النمط من الافلام » قفي عام /1551
اخرجت فيلما عن القضية معتمدا على اقتباس
روائي من برخت »© وكان يحمل أسم «الفدائيون» ©»
ورغم اني عالجت الجائب الوطني وتناولت ضرورة
التحام الجماهر العربية بالمقاومة ضد الاحتلال »
اي اعتمادا على تحريك الحس الوطني بشكل
مباشر» ولم يطرح الفيلم اية مدلولات طبقية واضحة
فانه قد منع في معظم البلدان العربية © ولم تقبله
سوى سوريه واليمن الديمقراطية .
بعد ذلك © ومع تطور مفاهيم المقاومة والكفاح
ضد الصهيونية والامبريالية © تطرقت في تجربتي
الثانية الى مشاكل داخلية تمس بنية المجتمع
العربي نفسه . لقد كان طموحي ان انطلق من
الخلفية التاريذخية للقضية انتهاء بالواقع ©» غير
ان الامكانات المادية والضغوطات الرقابية لم تسمح
لي بالتطرق للمشكلة على هذا النحو . لذلك
قحصرت تجربتي الثانية على جائب واحد هو الواقع
الراهن © اي تناول المجتمع العربي الذي تهيمن
عليه ايديولوجية الاستهلاك وبشكله المتخلفك »
وليس بشكله النامي كما في البلدان المصنعة . كما
تناولت التناقضسات داخل الوضع الفلسطيني ©
اي بين التيارات السائدة والطموحات التي تطرح
مشروعا جديدا لبناء الثورة الفلسطينية » ومسألة
قدرة هذه الطموحات على الترجمة الى ممارسة .
لذلك رفضت إن ألعب اللعبة التجارية التي تضع
النصر جاهزا على طبق امام الجماهير » أي تكريس
الاوهام والتعامي عن الواقع .
ان هدفي من هذا النمط من المعالجة السسينمائية
للوضع العربي الداخلي أن اتوصل الى صيخ من
الممارسة التي تترجم التحليل بالعمل . وحاولت
ان اعبر ان هذه الممارسة لا تنبت بشكلها السليم
والواضح الا بين الطبقات المسحوقة في عالنا
العربي © التي تسند النضال الفلسطيني وتمده
بمزيد من الطاقات القادرة على التصدي للقتال .
ان المسألة التي شسغلتني باستمرار » وما تزال
تشغلني » هو أن اجد الصيغة السينمائية الجديدة
والملائية لهذا النميط من العمل .
فيصل ياسري ؛ لا نزيد عن تكرار بدهية © عندما
نقول ان القضية الفلسطينية تشفل الحيز الاساسي,
من أهتمام الجماهير . وبعيد حرب !1951 غدت
القضية الفلسطينية: بتطوراتها المختلفة قضية آنية
وملحة عند كل الجماهير » ولكونها الشافل
الاساسي للجماهير مئذ ذلك الحين »4 فاته من
المتوقع جدا أن يلجا انتج التاجر الى استفلال
التضية للريح٠ انها غدت بنظر هذا المنتج البضاعة
الرائجة التي ينطبق عليها الشعار السينمائي
التقليدي « هكذا تريد الجماهير » » ان هذا النمط
من المنتجين يهتم بقوانين السوق ويتعامل وفقها »
انه يلبي حاجات السوق مثل الجنسن او العنف او
العواطف المصبوفة بالمواقف الدرامية ذات الاطار
الاجتماعي المبتذل والمزيف . هكذا فهم المنتجون
اتجاهات السسوق الرائجة » وبعد حرب حزيران
17 وبروز المقاومة © كان السسباق على اشيده »
كل منتج يريد ان يسسبق الاخرين في طرح فيلم جديد
عن القضية » وكان هؤلاء المنتجون يدركون ان
انتاجهم سيىء © مع ذلك كانوا متعجلين لانتاج
المزيد قبل أن يكتشف الجمهور فسسادهاء؛ او لادراكهم
ان الجماهير يمكن أن تتقبل هذه الافلام لحماسستها
وحبها للنضال المسلح . وهكذا كانت دفعة الافلام
الاولى التي تصدت للقضية من أسوا الافلام
واكثرها تزويرا وبنفس الوقت كانت أنجحها تجارياء
"1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 10
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10670 (4 views)