شؤون فلسطينية : عدد 24 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 24 (ص 5)
- المحتوى
-
لست من الذين يغالون في تقدير دور الافراد في صنع التاريخ ودفع عجلته لدرجة الايمان
بأنه لو كان أنف كيلوباطرة اطول سنثمترا عما كان لتغير وجه التاريخ .
ولست - كذلك من الذين يلغون دور الافراد على الاطلاق في هذا المفمار لدرجة
الاعتقاد بأنه كان يمكن أن يقوم الاسلام بدون محمد وان تنتصر ثورة اكتوبر بدون لينين
وان تتوحد المانيا بدون بسمارك » الى آخر تلك السلسلة من الظواهر التاريخية
المرتيطة بأبطال محددي الصفات والسدممات . طبعا لن يغفل عن الذهن ان ظروفا ملائمة
واكبت او ربما تسبيت في ظوور هؤلاء وتهيئة المناخ اللازم لنجاح دعواتهم ٠
وبغض النظر عن المنطلق الفكري والفلسفي الذي قد يعتمده اي منا في تحليل هؤلاء
الأغراد العظام » فان ثمة اجماعاً على أن القاسم المشترك بينهم جميعا » كان يتمثل في
قدرتهم على استشفاف المستقبل من خلال ظواهر الحاضر الذي كانوا يحيونه .
يعبارة اخرى كانوا جميعا أصحاب رؤى ؛ وقدرة على استلهام القرار المناسب في الوقت
المناسب خدمة لاهدافهم المستقبلية . ١
ففي الماضي كما في الحاضر » كما في الغد » ان القائد المسؤول » سخصا فردا كان أم
جماعة 4 كثيرا هأ يجد نفسه أمام التضمايا المصيرية حائرا بين حيئيات الموئف المطالب
باتخاذ قرار بصدده .
القضايا الكبرى » والقرارات المصيرية » لا يستطيع القائد المسؤول أن يراها بلوئين
فقط : أبيض واسود .
وبين اللونين » يجد احيانا » عالما من الالوان يصعب التمييز في درجة السواد والبياض
التي فيها 5
ويتطلع القائد الى مسنشاريه ؛ الى صحابته » الى آلته الحاسبة » فيجدها هي الاخرى
حائرة بين السلب والايجاب »؛ مؤثرة في النهاية ان تترك له » لالهامه » لقدرته على
استثفاف المسستقيل ان يقرر .
وكلنا يذكر » من تاريخ أمسنا المعاصر » تلك الحيرة التي أصايت عبد الناصر عنديا
وصلته وهو في عرض البحر بين بريوني والاسكندرية أخبار الغزو الامريكي لشسواطىء
لبنان تمهيدا لأرد على ثورة الرابع عر من تموز العراقية . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 24
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39364 (2 views)