شؤون فلسطينية : عدد 24 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 24 (ص 16)
- المحتوى
-
تدعو الى بدائل فلسطينية غير التحرير أو أن يفسر سكوتها عن الرد على خيارات
اللاتحرير اما موافقة ضمنية او عن رفض عاجز عن تعليل الاسباب . في كل هذه الحالات
يصار الى دفع المقاومة الى اتخاذ مواقف في فير الوقت الذي تحدده او في ترجمة
اللاموقف وكأنه موقف محدد من هذه المشاريع المطروحة .
من هنا يتضح لنا ايضا كيف ان معظم الانظمة العربية القائمة تسعي الى وضع المقاومة
في مثل هذا المأزق لانه في حال نجاحها تكون الانظمة هذه حققت خطوة نحو احتواء
القاومة او نحو افقادها بعض ركائزها الراهنة . لانه اذا وافقث المقاومة من ذاتها على
أسقاط خيار التحرير أو أعطث أي دليل على عدم التمسك الكامل به فانها عندئذ تفقد
صفتها المقاومة ( بكسر الواو ) وبالتالي أهليتها لتمثيل الشسعب الفلسطيني ناهيك عن
فقدائها شرعية قيادتها له . اذا فمعظم الانظمة العربية التي تتقدم بمثل المتترحات
المتملقة « بدولة فلسطينية » او باقليم فلسطيني في الاردن او بغيرها يدركون تماما
ااستحالة اقدام المقاومة على مثل هذه الموافقة لذلك فانه من المنطقي ان نعتبر ان مثل
هذه المقترحات هي مقدمة لتحويل رفض المقاومة لمشاريعها ذريعة لتطويق المقاومة ومن
ثم الانقضاض عليها ٠
من جهة أخرى فان هذه الدوائر العربية نفسها تعتبر انه بامكان المقاومة أن توافق على
درس هذه الشاريع والمقترحات وبالتالي تكون هذه الدوائر والانظية قد نجحث في عملية
شراء الوقت لنفسها من خلال ادخالها المقاومة في متاهات دراسة ما تقدمت به . فاذا ما
دسل ذلك تكون هذه الانظمة قد أوصات خياراتها الفلسطينية الى المرتبة المتساوية
لخيار التحرير لدى المقاومة . هذا بدوره يضع المقاومة بوعي او بغير وعي في بوتقة
وضمن منطق الانظلمة القائمة . وعندما يحصل هذا التطور تتفرغ المقاومة من جوهرها
لثوري ومن قدرتها على التفكبر الجذري المطلوب من اجل تجاوز المأزق ٠
كما ان هناك احتمالا آخر بأن تعلن المقاومة رفضها القاطع لكل المشاريع المطروحة في
وقث قد يكون غبر مناسب لها أن تظهر بحالة تناقض صريح او تصادم مع بعض الانظمة
المتقدمة لمثل هذه المشاريع والمقترحات نظرا للمقتضيات المرحلية لستراتيجية المقاومة .
وفي هذا المضمار لا بد من لجوء هذه الانظمة الى تفسير رفض المقاومة لمقترحاتها كمبرر
لها أن تتخلى عن بعض او كل التزاماتها السياسية والمادية او حتى العسكرية الراهنة
للمقاومة معتبرة رفض المقاومة القاطع لا دليلا على تزمث المقاومة فحسب بل على سلوك
من شانه دفع الانظمة نحو سبر غور قطاعات فلسطينية مختلنة . كذلك فقد تتعيد هذه
الدوائر والانظمة العربية الى تشجيع حوار داخل المقاومة من أجل بلورة صيغة للرد او
للرفض مما يؤدي الى قذف طابة الحوار والنقاش في الموضوع من أيدي الانظمة الى أيدي
المقاومة . بهذه الطريقة يصبح بامكان هذه الانظمة التي تكاثرت تصريحات ممثليها أن
تظهر وكانها أكثر وضوحا وحسما فيما يتعلق بالمسألة الفلسطينية بينما تبدو المقاومة
وكأنها مرتبكة في ايجاد الاجوبة او الردود على مسألة مفروض انها متعلقة يصميم
وجودهم وانها الميرر لدورهم الطليعي ومهماتهم القيادية . واذا بدث المقاومة لجماهيرها
عليها البدائل الثي تطرحها معظم الانظمة العربية وكأنها مهمة في «انقاذ الممكن» بمجابهة
الاصرار على « المستحيل » .
يتبين لنا من هذا التحليل ان هذا المسلسل من مقترحات الحل للمسالة الفلسطينية
استهدف تحريف المثاومة الفلسطينية عن مهمتها المركزية التعبئة المستمرة من أجل
ثورة التحرير وشل قدراتها التنظيمية في دائرتها الطبيعية الشعب الفلسطيني ل
واظهارها بمظهر الذي يقوم بتمرينات في العبيث . ماذا ما وجد هذا الانطباع وتشكلت
هذه القناعة ثسغفرت الساحة الفلسطيئية من قيادتها التاريخية المشروعة وأصبحت
15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 24
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10214 (4 views)