شؤون فلسطينية : عدد 29 (ص 56)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 29 (ص 56)
- المحتوى
-
باه
سيسيل رودس ( وهو الاستعماري البريطاني الذي قام باستعمار روديسيا وسميت
باسدمه بعد ذلك ) » فكتب أليه وطلب مثه أن يصادق على مشروعه ٠ « كيف حدث اذن
أن اتجهت نحوك ؛ ما دام الامر خارج طريقك ؟ لانه. أمر استعماري » ولائه يقوم على
فكرة تنمية تستغرق عشرين أو ثلاثين سنة. ... لكنك انت يا سيد رودس سياسي خيالي)
أو خيالي عملي . وقد يرهنت على هذا . ما اريده مئك ليس ان تعطيني أو تقرضتي
تيضة من الجنيهات » بل آن.تصدق على المخطط الصنهووني » وأن تعان التصريح التالي
امام عدد من الئاس : أنا » رودس قمث يفحص هذا المخطط ووجدته صحيحا وعمليا ٠.
انه مخطط مملوء بالحضارة ممتاز بالنسبة الى الشعب الذي يتوجه المخطط نحوه »
لا يعيق تقدم البقرية العام » مفيد جدا لانجلترا ولبريطانيا العظمى »().
من المهم أذن أن يكون المخطط الهرتسلي « مفيدا حدا لانحلترا ») 4 وأن يقتنع بفائدته
لانجلترا » أحد أعمدة الاستعمار البريطاني » وان يعلن ذلك أمام « عدد من الناس » 6
ويذلك يحوز هرتسل من الدعم البريطاني ما حازه قبله رودس . هل نستطيع الاستنتاج
اذن ان هرتسل كان يحلم بشيء يختلف عن الاستيطان الاوروبي في جنوب افريقيبا
وروديسيا ؟ ان فكرة أقامة مجتمع متفوق © يسكنه عتصر متفوق »6 ويكون ذا مميزات
فريدة في تنظيمه وقيمه » هذه الفكرة لا نجد لها اثرا في التفكير الهرتسلي » وعلى العكس
من ذلك نجد فكرا محافظا : « قد يظن البعض انهم يستطيعون ان يقيموا دولة اشتراكية
في المستقبل هناك » ولكن لا أطن ذلك . قد نستطيع ان ننظم الامور بطريقة أفضل مما
كانت عليه في المجتمع القديم » ولكن على العموم » ستيقى الامور على ما كانت عليه .
اذا كنت أعتقد ان شسيئا غير هذا سيكون » فسوف أكون مثاليا أكثر من اللازم 9(6).
*أما شعور الاستعلاء والتفوق فانه لا يتجلى عند هرتسل الا عند حديثه عن « أهالي
البلاد » ؛ وهو بهذا الشعور لا يختلف عن غيره من: الاستعماريين الاوروبيين في نظرتهم
' الى « السكان المحليين 4 ٠ أن هؤلاء السكان المحليين لا يمكن ان ينظر اليهم الا باعتبار هم
« مشكلة » من مشاكل الطبيعة القاسية للبلاد » في أسوأ الاحوال . ويمكن ؛ في الاحوال
العادية استعمال هؤلاء السكان ف التغلب على بعض الصعوبات التي تفرضها الطبيعة :
.« اذا رحلنا الى منطقة فيها من الحيوانات البرية ما لم يتعود اليهود عليه مثل الافاعي
الكبيرة وغيرها » سأستخدم أهل البلاد قبل ان أعطيهم أعمالا في البلدان المجاورة
ليقضوا! على مثل هذه الحيوانات . جوائز كبيرة من يأتي بجلود الافاعي وبيضها »
الحم »(5) أن حديث هرتسل عن العرب بهذه الصيغة ؛ لا يعبر عن رأي هرتسل الخاص
بسكانٌ فلسطين العرب » اذ انه لم يكن يعرف عنهم ثشسيئا في ذلك الحين » ولكنه الرأي
الأوروبي الاستعماري بالشضعوب الافريقية » وشضعوب المستعمرات عامة ٠.
النقطة الثانية التي يجب تأكيدها » فيما يتعلق بجوهر الغطرسة الصهيونية » هو ان
هذه الغطرسة لا تستيد أصولها كما هو شائع من الدين اليهودي والاسساطير
التوراتية اإلتائلة بأن الشضشعب اليهودي هو 10 الشضشعب المختار 6 وأن كان هذا المقهوم
قد استثمر الى أقصى مدى . أن التمييز الذي يتعرض له اليهود الشرقيون (السفاراديم)
قي اسرائيل » ونظرة الاستعلاء التي ينظر بها اليهود الغربيون ( الاشكنازيم ) تجساه
الشرقيين » والخوف من ان تصبح اسرائيل دولة « شرق أوسطية » والقلق الذي
يبديه القادة الصهيوئيون أمام ظاهرة تكائر العنصر الشرقي في الدولة » وما يحمله هذا
التكاثر ( الذي يلغ الان نسبة تزيد عن .5 / من مجموع سكان « الدولة » » من
احتمالات التشرق (دمنتوعنسمغصدمه.])») كل هذا يشير الى ان شعور الغطرسة والتعالي
ليس شعورا يهوديا جماعيا » وانما هو تشسعور فئة واحدة هي فئة اليهود الغربيين الذين - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 29
- تاريخ
- يناير ١٩٧٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39477 (2 views)