شؤون فلسطينية : عدد 30 (ص 127)

غرض

عنوان

شؤون فلسطينية : عدد 30 (ص 127)

المحتوى

.م
ن ايمانه العميق هو الذي يجعله يتعذب ويعاني خاصةهء عندما لا يجد الخلاص لإنه
ا بقع اكثر فأكثر في الخطيئة . ويدرك انه يستحيل على الانسان أن يكون بلا
خطية . فهو يصرخ صادقاز؟؟):
الاحقك أبدا بدمائي 4 / أكرره بدون رتابة : / وماذا علي أن خرةت طبلتيك / ولم تبق ما لم تخرقه في ؟
لا بد ان تكون قصيدته الطويلة « من الاعماق صرخت اليك يا موت » في « القصيدة
ك » فد نظمت قبيل أعترافه لجبرا بنية الانتحار لديه , لم يكن فتدان ن فلسطين أو فقدان
امه وحبييده ‎١‏ كاي » أو السوء الذي لقيه وشعره في وسط المفكرين العرب أو الجماهر
العربية » لم يكن ذلك مبعث رغبتة في الموت كما لم يكن اعتقاده بأئه خاطىء أو أن
الانسان الحديث مصيره الهاللك »© أنما ميعث تلك الرغبة هو نظرته الى الحياة » تلك
النظرة المأساوية هي التي تجعله يرى هذه الاشياء قاسية ومظلمة أكثر مما هي في نظر
الآخرين . أنه يرى نفسه :
حب 6 ولا ار لل ولا / ينه خندا » أ تيع ولا سبع
ن الانسان الحديث في نظره محاصر بالشرور يأنواعها » تحطمه وتفقده انسانيته ‎ .‏
‏الانسان هو هزيمة لا للانسان وحده بل وللمسيح اضا . لذلك يقول في نهاية معلقته :
لا تتركني أجف أنتهي / أنساق للفتبة ملوثا بعيدا. عنك . / لا تدع الملك الكالح / يتعرى يغتصبني /
ويدمغني بدمغته / لا ليتهرني /ر بل ( الهي الهي ) ليتهرك .
وهكذا نفهم توسله لله : « أعني ‎٠‏ أعني »6 .
أي حديث عن صغر توفيق لا يكؤون ‏ تاما دون ذكزر الكركدن > ذلك الحيوان الاسطوري
الجميل العروف في الثقافة الغربية منذ القرن الثاني عشر ‎.٠.‏ يظهر الكركدن في ميثولوجيا
القرون الوسطى على انه حيوان قوي قرس يبه الحضان وله:قرن وأحد في جبهته .
وهو لا يمكن اخضاعه اذ يفضل الموت على الخضوع ‎٠‏ يشتهر” الكركدن بعفته وسعيه
المستمر للخضول على عذراء عفيفة . وما أن يجدها حتى ينبهر بحضورها ويلقي برأسه
في حضنها ‎٠‏ والعذراء هي الظعم الذي يلقي به الصيادون أمامه . وما أن يسنستقر
.في حضنها حتى يمسكوه ويتتلوه . وتذهب الاسطو رة الى ان.قرنه العاجي يزيد.من.قوة
الرجل الجنسية ويخفف من الام الولادة عند المرأة ويزيل عن السم. ميزة القتل . ويشسبه
الكركدن بالمسيح الذي رفع قرياً الخلاص من أجل البشرية وعائش ف رحم مريم العذراء.
نشر توفيق في العام 1977 قصيدة طويلة تزيد عن اربعمئة سطر من الشسعزر الخر
تحت عنوان : « بضعة أسئلة لاطرحها على الكركدن 4)10(6 ثم أعاد نقشرها في معلقته .
وكانت تلك آخر قضيدة رئيسية له قبل ان ينشر قصائد حبه ‎١‏ أيضا وايضا » في العام
517 ة !+ ‎٠.‏ وبعد ذلك لم يصدر عنه شيء حتى وفاته . :
قد تكون هذه القصيدة 5 أغرب قصيدة في الادب العربي . يقيم توفيق فيها أوجه شبه
بين اسطورة القرون الوسطى عن الكركدن وبين حياة المسيح » وهو شخصيا ينسب
نفسه الى الكركدن . ويبدو انه وجد اخيرا لنفسه الصورة المناسبة التي تتناسب ونظرته
الى نفسه والى الحياة . فهو يسعى هنا وراء عذراء نادرة بتلهف حب اغلاطونى ليجدها
مصيدة أتامها له الصيادون . هي ترغب في الحب الجنسي والامومة والحياة . وهو لا
يستطيع أن يقدم | لها ذلك لانه اذا مات غيموت لوحده . واذأ لم يمت كذلك فسيسقط على .
يد الصيادين 8 أئه محاصر من جميع الجهات ولكنه يفضل أن يبقى صادفا لطبيعته :

هو جزء من

شؤون فلسطينية : عدد 30

تاريخ

فبراير ١٩٧٤

المنشئ

منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

مجموعات العناصر

Generated Pages Set

Periodicals دوريّات