شؤون فلسطينية : عدد 36 (ص 98)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 36 (ص 98)
- المحتوى
-
38
؟ الظطروف الاقتصادية والاجتماعية الثي حتمثت وجود فئة تتعامل بالمال المنقول :
وامتئاع الاشراف والثيلاء ورجال الدين ( الاقطاعيون المسيحيون ) عن امتهان هذه
« الحرفة الوضيعة » ؛ الامر الذي ادى ألى احتكار اليهود لها ؛ وبالتالي ظهورهم
كطبقة برجوازية مميزة في مرحلة تثبيت سلطة البرجوازية بعد تحطيم الاقطاعية .
وهكذا فقد رافق عصر الانتقال من مرحلة الاقطاعية إلى مرحلة البرجوازية » وظهور
اأطبقة البرجوازية اليهودية وتحكمها في كثير من مجالات الانتاج ؛ يؤهلها لذلك راس المال
المنقول المتراكم لديها عبر العصور وخبرتها العريقة في مجال التجارة والتبادل الانتاجي»
كما رامق ظهور هذه البرجوازية اليهودية جنبا الى جنب مع البرجوازية المسيحية
ومئافستها لها والتغلب عايها في بعض الاس.واق والدول » وأحتدام الصراع بيثهما »
واتخاذه شكلا دمويا في بعض الاحيان ؛ رأغق هذا ايضا » ظهور موجة العداء للسامية
وتجدد مذابح أليهود . ان احياء العداء للسامية وتجديد الدعوة لذابح اليهود يجد أساسه
الاقتصادي والاجتماعي لا الديني في كثير من الوقائع التاريخية المعروفة .
يسرد الدكتور « ادمون بليدو » ف دراسة له باللغة الانكليزية عن « الاصول الثقافية
لتصهيونية »6(ه)نتائج توقيع معاهدة ادريا نوبل عام 1855 بين روسيا ورومانيا من جهة
وأوربا الغربية من جهة اخرى ؛ وهي المعاهدة التي فتحت باب التجارة الحرة على
مصراعيه بين رومانيا واوربا الغربية بعد أن كانت التجارة بينهما معدومة »© خيقول :
« كانت الطبقة البرجوازية المسيحية في رومانيا صغيرة الحجم وضعيفة ؛ وبالتالي لم
دعن 5 وسعها اسستغائل الغرص الضخمة للتجارة والاثراء والناحمة عن الوضمع الجديد»
بينما كانت البرجوازية اليهودية هي الفئة الاجتباعية الوحيدة المؤهلة للامستفادة من
الوضع الجديد نتيجة اوضاعها المالية وخبرتها التجارية المكتسبة سايقا بسبب وضعها
التاريخي المعروف . وهكذا اندفعت البرجوازية اليهودية اللء هذا الفراغ الناجم عن
توقيع المعاهدة ؛ وظلت تحتكر السوق التجارية دونما منافسة مهمة قرابة ثلاثين سئة»
الا أن نماء الطبقة البرجوازية الرومانية وتكون الدولة القومية الرومائية نتيجة توحيد
مقاطعتي مولدافيا واليشيا واندفاع هذه الطبقة الى مزاحمة البرجوازية اليهودية ونزع
زمام المبادرة منها » أدى الى أندلاع موجة عداء للسامية في رومانيا )(),
ان حصر أمتلاك الارض والتعامل بها بغير اليهود » وامتناع غير اليهود عن التعامل
براس المال انسائل » والفراغ الاقتصادي الناجم عن هذا الوضع »؛ دفع اليهود الى
التعامل بالمال والاملاك المنقولّة » وجعل من هذا المجال الاقتصادي ؛ الذي لم يكن حيويا
آنذاك احتكارا لهم ينفردون به دونما منافسة . لكن تحطيم الاقطاعية وانحفاض قيمة
الارض الى مستوى ادنى من المال المنقول واستبدال الانتاج الاقطاعي الطبيعي بالانتاج
اليضاعي التبادلي 4 وسيادة نمط جديد من علاقات الانتاج والعلاقات بين القوئ
الاجتماعية المختافة يرتكز في آساسه على النمط البرجوازي الجديد للعلاقات الاجتمامية
والانتاجية . كل هذا أدى الى ظهور شريحتين متمايزتين مسن الطبقة البرجوازية :
البرجوازية اليهودية والبرجوازية غير اليهودية . وكما سبق الايضاحء كانت البرجوازية
اليهودية » نتيجة اوضاعها التاريخية المعروفة والتي أكسبتها تراكم راس الال المنقول
والخبرة التجارية العريقة » في وضع أقوى بالنسبة للبرجوازية المسيحية . الامر الذى
كان لا بد أن بؤدي الى تنافس »> فمزاحمة ؛ خصراع دموي احيانا دين البرجوازيتين») وجد
التعبير الاوضح غنه في الحركة المعادية للسامية ومذابح اليهود في شمتى ارجاء أوروبا .
« كان على البرجوازية القومية الناشئة في بلدان اوريا ان تصارع بضراوة شد
الاحتكاز اليهودي التاريخي للتجارة ؛ لان البرجوازية التجارية اليهودية كانت الاجر
الرئيسي في طزيقهاء وهكذا كان يبدو استغلال البرجوازية اليهودية على صورة الاستغلال - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 36
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59403 (1 views)