شؤون فلسطينية : عدد 70 (ص 37)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 70 (ص 37)
المحتوى
1
على ان الواقع الراهن للتطورات الدولية يفرض علينا اختيار الاهتصام
بالايديولوجيا التي تشكل الخلفية العامة ( الثابتة نسبيا ) التي ترسم عليها
السياسة الخارجية بتغيراتها المختلفة ‎٠٠١‏ اكثر من الاهتمام بالاستراتيجية
الاميركية كعامل ثابيت نسبيا في تلك السياسة ‎٠‏
فالمشاهد في الواقع الراهن هى عودة الكتاب النظريين والاستراتيجيين في
الولايات المتحدة الاميركية نفسها الى اصطلاح ‎«٠‏ الايديولوجيا » . وتراجم
اصطلاح « الاستراتيجية » كثيرا عن مكانة الصدارة التي احتلتها منذ الحرب
العالمية الاولى اي على مدى ستين عاما تقريبا ‎٠‏ ولم يكن هذا ليصلح سببا كافيا
تدعي من اإجله ان الواقع الراهن للتطورات الدولية يفرض عليئا اختيار
الاهتمام بالايديولوجيا ؛ لولا ان ذلك الاهتمام النظري في الولايات المتحدة نفسها
قد ادى الى نتائج عملية هامة , اكثرها ظهورا للعين المجردة انتخاب الرئيس
الاديركي جيمي كارتر ‎٠‏
كيف ؟
لقد حفلت الفترة الواقعة بين سقوط الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون -
نتيجة للهزيمة الاميركية في فيتنام ؛ ونتيجة ‏ أكثر دويا - لفضيحة ووترعيت -
وانتخاب جيمي كارتر رئيسا للولايات المتحدة ‏ ازدهارا واضحا للافكار التي
تتناول الحاجة الى تكيد الاعتبارات «الايديولوجية ‎ »‏ بجواتبها السياسية
والاخلاقية والحضارية وحتى الدينية ‏ في الحياة الاميركية . وكتب الكثير في
الصحافة الاميركية ب حتى الاسبوعية واليومية ‏ عن فقدان امريكا الروح
والاخلاق والشعور بالهوية الحضارية والرسالة الانسانية التي كانت لها ‎٠‏
‏باعتبار كل ذلك من اسباب التورط ( ثم الهزيمة ) في فيتنام » ومن اسيسابٍ
تفشي الفضائح من غرار « ووترغيت » ‎٠‏ ثم من اسباب فقدان الولايات المتحدة
كقتها بنفسدها وثقة الاخرين بها ايضا ‎٠‏
وفي هذا الاطار دارت ‏ 'خلال تلك الفترة ‏ ولا تزال تدور مناقشات قيمة
تختلف في توجهها وتركيزها على الجواتب المعدارية والاخلاقية عن كل المناقشات
التي اتسمت بها الفترات الانتخابية اى فترات الازمات الحادة السابقة ‎٠‏ وقد
تمحورت هذه المناقشات في معظمها حول دور الولايات المتحدة في هذا العالم
المتغير ‎٠‏ وكان السؤال الاساسي المطروح فيها : ماذا ينبغي ان يكون التوجه
الاميركي في العلاقات الدولية بعد ان اتضح في التطورات الاخيرة هيوط
النفون الاميركي على أثر « صدمة فيتنام » و « فضيحة ووترغيت » ؟ بينما كانت
اكثر الاجابات وضوحا ‏ أو اجماعا ‏ هي القائلة بان التغيرات الاساسية
للسياسة الاميركية عن استمرارية الاسس تتمثل في آمرين :
© انخفاض حدة المذاوف الاميركية التي قامت على اساسها الحرب الياردة»
وما يترتب على ذلك من فقدان سياسة « احتواء الشيوعية » مبرراتها » أو على
تاريخ
سبتمبر ١٩٧٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36175 (2 views)