شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 49)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 49)
المحتوى
4
القضية الفلسطينية في العقد الاخير » وكانا وراء تحول هذه القضية من صاعق
ثوري الى عبء يتهدد القوى الجديدة ومخططاتها . وجب بالتالي الخلاص منه ‎٠‏
‏وعلى كل حال ‎٠‏ فاننا لا نريد ان نثبت هنا ان صعود القضية الفلسطينية مرتيط
بصعود قوى طبقية ثورية الى السلطة في البدان العربية وحسب ‎٠‏ بل اننا نريد
ان نثيت ان التشوه الذي أصاب القضية الفلسطينية نابع بالاسناس من التشوه
الاكبر الذي اصاب الثورة الديمقراطية ومهماتها . وحولها الى ثقورة ض. ‎٠‏
‏مستقبلها . والى تطور مقطوع الرأس ‎٠‏ يتعارض حاضره مع غده » وتتناقضس
قيادته مع جماهيره ‎٠‏ وبكلمات اخرى : ان القضية الفلسطينية قد غدت جزءا من
ثورة ديمقراطية منفتحة على الاشتراكية وآيلة اليها » ويما ان هذه ليست ممكنة
( بدليل فشل سابقتها ) ان لم تكن قيادتها للطبقة العاملة وحلفائها » فان انتصار
الثورة الديمقراطية برمتها قد غدا جزءا من انتصار الثورة الاشتراكية وقواهاء
كما صار انتصار الثورة الديمقراطية مرهونا بانتصار قوى الثورة الاشتراكية ,
لان الحديث عن انتصار الثورة الاشتراكية التام ‎٠‏ ينقلنا مرة اخرى الى مفاهيم
اليرجوازية التقليدية حول ضرورة وجود مرحلتين للنضال من أجل فلسطين ,
واحدة غير فلسطينية ‎٠‏ والثانية فلسطينية تبدا بعد نهاية المرحلة الاولى
( الاستعدادات ) مهنا . ستسير مهمات الثورتين الديمقراطية والاشتراكية يدا
بيد » وستتزامل مهمات التحرر الوطني والقومي مع مهمات البناء الاشتراكي »2
وستنشا علاقة جدلية بينهما » ليس في المآل الاخير » بل وفي المهمات اليومية ,
وليس في العموميات ‎٠‏ بل وفي التفاصيل » ولن يكون هناك من حاجة لانتصار
الثورة الاشتراكية انتصارا تاما وناجزا » بل سيكون بالامكان تصور تطلور
مركب » يؤثر التطور الثوري الديمقراطي في شكل التطور الاشتراكي , ويتحدد
التطور الديمقراطي بالصورة التي تحل بها المهمات الاشتراكية » وبآفاق هذا
الحل ‎٠‏ انها مرحلة مركبة ومعقدة . سيترافق فيها النضال من أجل تحرير
فلسطين ‎٠‏ مع النضال في سبيل الوحدة العربية . مع النضال في سبيل حل
مشكلة التأخر العربي » مع النضال في سبيل ايجاد حلول ثورية المشكلة
السياسية ‎٠‏ كما تتجلى في العلاقة بين الدولة والطبقة والجماهير ‎٠‏ وبمقدار ما
نتقدم » عندئذ » على طريق حل المهمات الديمقراطية سينفتح الدرب امامنا لحل
المهمات الاشتراكية للثورة وبالعكس ‎٠‏
ان السياسة الراهنة تقوم على فصل القضية الفلسطينية عن الاوضاع
الداخلية للكيانات القائّمة . اما السياسة المستقبلية فستقوم على دمج القضية
الفلسطينية بالاوضاع الداخلية ‎٠‏ وربط هذه بالقضية الفلسطينية الى ابعد حد
وأكبر درجة , بحيث تنشا بينهما تلك ألوحدة العضوية الوثيقة , التي تقوم في
العادة بين مهمات الثورتين الديمقراطية والاشتراكية . كيما تصبح كل واحدة
منهما شرطا للاخرى ‎٠‏ تفترضها وتتحقق بها *
تاريخ
أكتوبر ١٩٧٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39477 (2 views)