شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 177)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 177)
- المحتوى
-
اليل
خلال كفاحهم في سبيل الاستقلال » فان هذه الوضعية كانت تعاش بكيفية ماساوية
لم يكن كافيا ان نحدد انفسنا بالسلب تجاه الصهيونية » وان نقول اننا مغاربة مخاطرين
بالتخلي عن تلك المغايرة التي تشكل اصالة تجريتنا الوجودية نفسها : ان نكون يهودا
وجزءا لا ينفصل عن يلاد اسلامية ٠ لكننا اليوم وهذا ما نحرص على التنيه اليه
تنلاحظ ان الحديث الصهيوني الكلي قد بدا يتبعشر ويتفتت بعد أن مر بتجربة الدولة ,
فغدت تناقضاته واكاذييه ومسلسلاته الاستلابية . وطبيعته التضليلية » تزداد وضوحا يؤما
بعد يوم ٠ ومن ثم فان التوحيد » بواسطة عنف هذا الحديث الصهيوثي ١ بين الييودي
والاسرائيلي ٠ وبين اليهودي والصهيوني » بمكن ان يرفض اليوم وان تكون لهذا الرفض 7 .
حظوظ في النجاح ' على ان هذا الرفض لم يعد يقتصر على موقف احتجاجي ٠ انه
يتجسد في الاحداث » وهنا نلتقي بمشكلة العودة ٠ لقد طرح قانون العودة داخل اسرائيل»
وهى يرمي الى منح كل يهودي اصبح اسرائيليا » حق مغادرة اسرائيل ليعود الى بلاده
الاصلية ٠ ومن جانب البلدان العربية » مثل المغرب مثلا » فان حركة العودة تحظى رسميا
بالتشجيع ٠ الا ان الخطا سيكون فادها اذا اعتيرنا هذه العودة مجرد حركة آلية ٠ ذلك
ان الالتقاء من جديد بالهوية السيفارادية لا يمثل سوى نصف الطريق ٠ والاقتصار على
الصعيد الديني يدون تحمل اعياء مختلف الثقافات الوطنية التي غذت تلك الهوية 2 يعتير
قطيعة لا مناص من' التغلب عليها ٠ انه من الصعب , الاعتقاد بان الديانة اليهودية
سيفارادية تكون كيانا منفصلا ٠ وبان تعايشها مع الاسلام ومع بنياته الاجتماعية
والقومية هى لهمجرد ظاهرة قائمة على التقابل الالي ٠ ان موقفا منتبها للمميزات الاساسية
لليهودية الشرقية . سيبيرهن يسهولة » يانه لا يمكن اعتبارها كشريحة جامدة وضعت في
واقع لن تقيم معه اي تبادل ٠ لقد اسهبنا القول لنوضح باننا في نفس الحركة وينفس
الخطوات . نتعرف على ذاتنا كيهود شرقيين وكمغفارية . ويانه لا يمكن فصل احدهما عسن
الآخر ٠
اذا كان الرهن الصهيوني قد شكل تهديدا خطيرا لهذه الهوية المزدوجة , فان الادماج
الذي دعا اليه وشجعه نظام الحماية الفرنسية » يكون بدوره خطرا لم يختف بعد اثره
ان النموذج الغربي الذي حمله الغزى الاستعماري . قد مارس تأثيرا عميقا على
المستعمرين الذين افتتنوا به افتتنانا كبيرا ٠ وهذا الافتتان الذي لم يعش بنفس الطريقة
من كون الجميع ٠ والذي كانت تأثيراته تخضع لايقاعات مختلفة , لم يبدا الشعور به
حقيقة 2. في بعض الحالات » الا عندما انتهت السيطرة الاستعمارية سياسيا ٠ ولا شك ان
قوة الفتنة هي ابعث على الخشية من الاسلحة ٠ وفي هذا المجال » نهد ان اليهود
المغاربة » ومعظمهم من الفئات الموسرة ٠ قد استسلموا بسرعة لفتنة النموذج الغربي ,
وذلك لاسباب تحتاج الى تحليل خاص لا يسمح به المقام ٠ ان جميع الذين عاشوا وتحملوا
هذه التجرية هي أخص صميميتهم » يعرفون الى أي حد كان من الصعب التحكم في هذه
الحركة البطيئة والمتحايلة « للتمدين » الفربي ٠ وبالتالي اصدار حكم تقييمي دقيق لها
ولم تبدا عملية التقييم النقدي الا بعد فترة الاحتلال ٠ لكن مثل هذه العملية » كي تكون
ممكنة » لا بد لها ان تتصل في العمق بتحليل نقدي يشمل المجتمع الصناعي الاستهلاكي
والمجتمع الجديد الذي يولد في المغرب بعد الاستقلال ٠ اليوم فقط نستطيع أن ننظر الى
الاشياء اذا انسقنا مع التيار على امتداد منحدرات الماضي ٠ اربعون سنة من الحماية
عملت كأنها مختبر عجيب بدون جدزان ولا آلات » ويدون سمات: ولا طرائق محددة ولا ادنى
فكرة واضحة ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 71
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39438 (2 views)