شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 180)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 180)
- المحتوى
-
لحل
ذلك يعود الى نوعين من الاسباب المرتيطة. ٠ اولهما عمل المنظمات الصهيونية المضطلعة
يتنظيم الهجرة والتي بذلت فوق ارض المغرب 2٠ جهودا منهجية لانتزاع اليهود من بلادهم »
ويتواز مع ذكر سياسة دولة اسرائيل القائمة على العدوان التي غيرت تغييرا عميقا
العلاقات بين اليهود والمسلمين في جميع الاقطار العربية ٠ ومع ذلك . فرد الفعل على
هذه التغيرات كان اقل ظهورا في المغرب : حيث حافظ اليهود على تمام حقوقهم ولم
يعانوا لا من التمييز العنضري ولا من الاضطهاد ٠ وثاني الاسباب » يرجع الى المشاكل
المتولدة غداة الاستقلال والتي واجهها جميع المغاربة على كل المستويات الاجتماعية
والاقتصادية والسياسية ٠ في هذا المناخ المضطرب وامام الجهود المطلوية للتكيف مع
الوضع الجديد بالمغرب ٠ استسلم عدد من اليهود الى القلق: وآثروا النزوح الى كندا
أى فرنسا ٠ .
حظ مجهض ولكن ضياعه غير نهائي ٠ فجميع الذين بقوا في المغرب يتأكدون اليوم مسن
صحة قرارهم ٠ والمطمح الذي يتبلور بينهم الان 2 هو الخروج من العزلة وعدم اعتيار
انفسهم في وضعية انتظار ٠ ومهما بدا قولنا متناقضا فاننا نعتقد ان العودة الى المغفرب
ترتسم' ملامحها على ضؤء تصور المستقبل ٠ ومعنى ذلك ان موضوع العودة الذي يطرح
اليوم كحركة مرتقبة » يتعدى الدلالة الضيقة التي قد تعطى له ٠ ولا يهم فقط اليهود المغارية
الذين هاجروا اساسا الى اسرائيل ولم يتمكنوا من العودة ٠ انه يسجل ٠ في اعتقادنا »
الامكانية الحرة لتجديد الحياة اليهودية المغربية » والحظوظ في الحفاظ على التجرببة
النموذجية لتلك الحياة ٠ هل نحن مضطرون الى الالحاح من جديد على ان هذا المشرؤوع
لن يكون له معنى كبير اذا اقتصر على استنساخ وضعية ماضية ٠ واستثناف تقاليه مسن
حيث توقفت مؤقتا ٠ سيكون ذلك غبثا بالاضافة الى ان المغرب يمر بتحولات عميقة في
جميع المجالات ٠ غير ان حديثنا لا يرمي الى دراسة الاجراءات العملية لهذا الادصاج
الجديد في الحياة القومية المغربية ٠ ذلك ان الزعم بأننا نتحدث باسم الجميع » وباننا
نعرف ما يجب فعله , سيكون مجرد ثرثرة باعثة على السخرية ٠
ان ما هو موضوع موضع التساؤل في هذه المقالة » هى الرغبة في الحديث عن تجربية
معينة يعد ارجاعها الى يعدها الوحيد . ثم الدفاع عنها لانه يتحتم الدفاع عن هذه
التجربة ٠ هل هي صدى غائم لذاتية متهمة بالتعسف والزيف ؟ نعم اذا استمرينا في
الخلط بين الذاتية وبين التعبير عن انفعالية قصيرة النظر وخادمة لكل الايديولوجيات ٠
لكن الجواب يكون نفيا اذا اقررنا بانه من اعماقنا يمكن ان تنبثق الكلمة التي يمكن ان
يعرفها الآخر وان يتقبلها في أصالتها ٠ بعيدا عن وهم الحقيقة المطلقة ٠ وهذا الامر مشروط
يانجاز عمل توضيي ( مثل الذي حاولناه في هذه المقالة ) لازالة كل العراقيل التي
تحول دون الارساء فوق هذه الارض الاولى ٠ وليس هذا بالعمل السهل ٠ لقد اصبح
اليوم من: المألوف مساءلة الذي يكتب لان النص لم يعد يتمتع باستقلاله الخاص الذي يتيع
له الاكتفاء بذاته ٠ ونخن نستشعر منذ الآن المساءلة التي تحاول ان تفاجئنا من الخلف :
من هو اذ هذا الذي يكتب هنا ؟ ومن اي مكان يكتب ؟ وتستمر. هذه اللعبة الى ما لا
نهاية تبعا للذوق المضطنع للبلاغة المعاصرة ٠ فيؤول الامر الى أن يكتب المرء نفسه بدلا
من ان يكتب عن شيء ٠ لكن هل كان الامر على غير هذه الصورة !
اننا نحمل في ذواتنا شيئا ما ٠ كلمة » منذ امس , والغد . وفي كل زمان ٠٠ فهل
ستحظى بان تتجسد في كتابة ما ؟ هل سيكون لها حظ التعريف بذاتها ليتقبلها الآخرون ؟ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 71
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39438 (2 views)