شؤون فلسطينية : عدد 72 (ص 28)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 72 (ص 28)
- المحتوى
-
وض
امس
لا أحد يذكر متى جاء بو علي الحيدري الى مدينة مرجعيون . ولا كم كان
عمره حين جاء ؛ كل ما يعرفه الناس ان شابا اسمر البشرة . متوهخ العينين
قوي الجسم » جاء الى مدينتهم وانخرط على الفور في صفوف عمال البناء
وسفلتة الشوارع ٠ ترتفع الجدران والدور والقصور وتتوالى السنوات .: وابو
علي الحيدري يضع مع كل لبنة جزءا من عمره وشبابه ٠
وفي آخر النهار يأكل. طعاما رخيصا . او يشرب كاسين من العرق الردىء
في مقهى على طرف الساحة , ثم ينام تحت سقف البناء الذي يعمل فيه ولم
يكتمل . وذات يوم فقد ساقه عندما . هرستها مدحلة ضخمة من النوع الذي
يستخدم في سفلقة الملرق . لم يكن نظام العمل يسمح بأي تعويض. ٠
البتاء. وساعده فاق بن دقعو اله من جورهم الح ل ل خشيية
اخيانا ٠٠ « وباليكاء. اخيانا ير .
وحمل ابو علي صندوقا وجلس في ساحة مرجعيون ٠ وصار ماسح احذية ٠
وحين تكاثر الفقراء مثل الطحالب في بحر مرجعيون , تكاثرت البنادق ايضا ؛
وحصل هن على بندقية .. وكان يداعب. الفدائيين علنا عند مرورهم يشساحطة
المدينة . ذهره حجنود الجيش عدة مرات ٠ بل ان ضابط الاستخبارات في المنطقة .
دعاه لشرب فنجان من القهوة في مكتبه » ورفض ؛ وكان ابو علي يعرف ان الذين
سلبوا منه ساقه واستبدلوها بساق خشببية » يتراجعون الان » يختبئون مثلما
تختبيء الصراصير في الشقوق الضيقة المظلمة . وكان هذا يسعده كثيرا لكن
العرقوب صار محاصرا ٠
من الجنوب والشرق ٠ ومن الشمال والغرب ٠
صار العرقوب محاصرا » لم يبق سوى فتحة صغيرة هي عرض الشارع
الرئيسي الذي يمر بين مرجعيون والقليعة » وهناك في مرجعيون من يحيسون
انفاسهم انتظارا . وكان توسع القتال في الماضي ٠ وتوقع الهجوم الشامل على
بيروت وصيدا في الفترة الاخيرة قد استنفد كل المقاتلين ٠ فصار وجودهم في
العرقوب محدودا ٠
في يوم 1977/٠١/5١ دخلت الدبابات الاسرائيلية مع الانعزاليين مدينة
مرجعيون ٠ كان آخر من قاتل فيها ٠ ابو عرب الذي فقد ذراعه , وحسين الاسمر
الذي أصيب يقذيفة مياشرة فاستشهد على الطريق 5 واصبح ابو علي الحيدري
وحيدا ٠ استفردوا به وقتلوه . واغلقت الطريق ٠ واصبح العرقوب من جديد , - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 72
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39477 (2 views)