شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 106)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 106)
المحتوى
٠66
اللحظة » ومن ينتظر هذا الفشل ..ليثبت ان السادات لم ينجح : وانه كان على
حق في موقفه من زيارته للقدس , لانه عرف انه سيفشل في تحقيق هذين الهدفين,
هى كمن يحرق منزلا كاملا من اجل قتل برغوث ‎٠‏ لكي يثبت ان البراغيث تحترق
ايضا بالنار ‎٠‏ من الاجدى في حالة كهذه عدم الانتظار ‎٠‏ والذهاب فورا الى
الوضع البديل ‎٠‏ الا اذا كان المراهنون على زيارة السادات قد توقعوا منها ان
تنجح فعلا » وعلقو! قراراتهم الصعبة على هذا الامل . عله يوفر عليهم اتخاذها !!
هذا النوع من الفشل اكيد . ولا داعي لانتظار حدوثه من اجل اتخاذ المواقف التي
ننتظر منها ان تصحح مسار التدهور والانهيار العربي ‎٠‏ لنعيد اليه بعضا من
قدرته على الوقوف على قدميه في وجه احتمالات المستقيل الصعية ‎٠‏
النوع الثاني من الفشل يرتيط يعجز السادات عن عقد صلح منفرد مع العدى 2
يعيد اليه سيناء , ويدفعه لاقامة علاقات طبيعية مع تل ابيب ‎٠‏ هذا الاحتمال » وهى
مجرد احتمال » يجعل يدوره اتخاذ قرارات صعية وخطيرة بمصد السياسات
العربية لكل قطر امرا حتميا ‎٠‏ اذا نجح السادات في عقد الصلح المنفرد » وخرج
من المعركة مع العدى .والقى يثقل مصر ياتجاه افريقيا . وادار ظهره للعرب
نهائيا » كما يقول خصومه . فان ذلك لا يوفر علينا اتخاذ القرارات الصعبة
والخطيرة » بل هو يجعلها ايضا حتمية لا مهرب منها ‎٠‏ واذا كان هناك من يعتقدون
ان الحل الجزئي على الجبهة المصرية قد تعقبه حلول جزئية على الجبهات الاخرى,
وان نجاح السادات هناك سيترجم الى نجاحات هنا ايضا . فان منطق الاحداث
يرد على « أمله » هذا ‎٠‏ فالاسرائيليون بنوا مستعمراتهم في سيناء قرب حدود
فلسطين الدولية مع مصر , كما كانت عشية الخامس من حزيران » ومدوا قسما
منها الى سواحل المتوسط وشواطيء خليج العقبة , فابقوا سيناء » اى المساحة
الرئيسية منها . خارج حدود مطامحهم ‎٠‏ اما في الجولان والضفة الغربية ققد
أقاموا المستعمرات على خط وقف اطلاق النار » وليس عند الحدود الدولية ‎٠‏ وهذا
يعني ان البند الاخير في حلهم الجزئي مع مصر سيكون البند الاول في حلولهم
الجزئية مع كل من سوريا والاردن ‎٠‏ والنقطة التي لم يقفوا عندها طويلا , لانها
تقع امام المستعمرات في سيناء » وهي الاراضي ال محتلة . سيقفون عندها طويلا
جدا » لانها تقع وراء مستعمراتهم في الجولان والضفة ‎٠‏ واذا كانت مستعمرات
سيناء هي حدودهم الدولية الجديدة التي لا يريدون التنازل عنها » فان مستعمرات
الجولان والضفة لن تشكل فقط حدودهم الدولية بل كذلك نطاق الامن الذي يحمي
في نظرهم ‎٠‏ الاراضي المحتلة التي لن ينسحبوا منها باي ثمسن ,2 ما داموا
يتمسكون بمثل هذه الاستماتة بمستعمرات سيناء ‎٠‏ التي يقع بينها وبين مصر
الماهولة يالسكان مئات الكيلومترات من الصحراء والرمال المميتة ‎٠‏ ان عليتنا
ان نتايع يدقة وتفصيل المفاوضات المصرية الاسرائيلية حول مستعمرات سيناء ,
لانها تقدم لنا صورة وأقعية وميدانية عن برنامج التوسع الاسرائيلي » وعن حدود
العدى كما يتصورها في المرحلة المقبلة ‎٠‏
هذه النتيجة تقودنا خطوة الى امام بالنسبة لاستنتاجنا السايق : فالقرارات
العربية الضعبة صارت حتمية » سواء فشل السادات ام نجع ‎٠‏ ان فشله يعني
فشل الاساليب والوسائل العربية التي اتبعت حتى الان في الوصول الى التسوية
تاريخ
مارس ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10389 (4 views)