شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 194)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 194)
المحتوى
11
قد يتحول الى ما هو ذاتي ‎٠‏ وبالعكس ايضا ‎٠‏
ان عملية الاكتشاف التي تنطوي على هذه المحاور الثلاثة يحكمها قانون الحياة والفن
الذي يرفض هذه التقسيمات العقلية بوحدنه العضوية ذات الايقاع المتناغم 1
لكننا عمدنا الى وضع هذه المحاور + لنتمكن من ولوج عالم حنا وفي يدنا المفتاح ,
لنتمكن ما وسعنا ان نضع يدنا على النسخ الجوهري ‎٠‏ سابرين الناظم الرئيسي الذي
يحكم وحدة عالمه الفني ‎٠‏
فعملية الاكتشاف تتم وبدون تقسيم - حيث ان الشخصية التي تبحث عن ذاتها في
عالم تقف أمام سره مشدوهة حيرى » لا يمكن لها ان تكتشف ذاتها الا من خلال اكتشاف
العالم , لتتمكن من تأصيل وجودها في احدى محطاته 2 وعند ما تكتشف العالم فهني
تسيطر عليه . وتعيد صياغته وتركيبه عبر الثورة ‎٠‏
ومن هنا تتم عملية الانتقال من مملكة الضرورة الى مملكة الحرية ‎٠‏
ف ‎«١‏ أنجلز » يعرف الثورة الاشتراكية بأنها قفزة من ملكوت المضرورة الى ملكوت
الحريية ‎٠‏
وعلى هذا فالحرية اذن ليست مسالة فردية , وانما هي مسالة تاريخية ية اجتماعيا ان
الوعي الجماعي الطيقي التاريخي لحكم الضرورة هو اكفيل بالثورة عليها » وعببر
الشورة يتم الانتقال الى مملكة الحرية ‎٠‏
واذا كانت الحرية تحكم بقانون تاريخي اجتماعي ‎٠‏ فهي تختلف من مجتمع الى آخر ,
ومن مرحلة الى أخرى ‎٠‏ ف ‎«١‏ الحرية في ظل المجتمع العبودي : غير الحرية في ظل النظم
الاقطاعية . غير الحرية في النظام الراسمالي ‎٠‏ غير الحرية عندما تزول النظم السياسية
وتختفي الدولة » ويتحقق ارقى وارفع مستوى للحرية » (؟) ‎٠.‏
واذا كانت الرواية تهدف الى رصد أفراد . فان حنا الكاتب الواقعي ينمط قيم الطبقة
من خلال هؤلاء الافراد .2 ولذا فان القفرد الملحكوم يشبكية. الضرورة الخارجية تفرز
الاغتراب وضرورة داخلية هي جزء وانعكاس للضرورة الخارجية ‎٠‏ وعلى هذا فان
كاتبنا رصد في أعماله الاولى ( المصابيح الزرق ‏ الشراع والعاصفة ‏ الثلج ياتي من
النافذة ) الضدرورة الخارجية ‎٠‏ المتمثلة بمواجهة العسف ( الاستعماري المتحالف مع
البورجوازية ) ‎٠‏ فكان طابع الصدام خارجيا يترك انعكاساته الخفيقة على الضرورة
الدأاخلية ‎٠‏
اما في اعماله ( الشمس في يوم غاتم ‏ الياطر ) فهو يرصد الضرورة الداخلية والتي
هي. بذاقها محصلة ونتاج للضرؤرة الاولى الخارجية ) ‎٠‏
على حين ان ( بقايا صور ‏ المستنقع ) ستاخذ منحى جديدا تلتقي فيه كلتا الضرورتين
لتسحق: بفظاظة مريعة كل انشداد انساني للوقوف على الاقدام ‎٠‏
واذا كانت الثورة هي القفزة بين المملكتين فان كاتبنا لا يألوا جهدا في تصعيد
وتسعسرس التناقضات القائمة الى أن تصل ‏ الى تراكم سعيري لبشاعة الضرورة 0 لترتطم
بعنف وقسوة بالتعطش الشديد للحرية من قبل ابطاله المشدودين بدا بأعينهم نمو
'مملكتها المستقبلية ‎٠‏
تاريخ
مارس ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39438 (2 views)