شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 200)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 200)
- المحتوى
-
144
|الانساني » ولذا فهو يطمح حتى لصداقة كلب شكيبة ب ١ لا يمكن ان احتمل هذه
الوحدة . روحي تطلب روحا ٠ شينًا حيا . اراه . اسمعه .2 اضع يدي عليه 2 احس
بوجوده ٠» يقربه بحركته من حولي » ٠ )١9(
فعلى الرغم من ظلم الآخرين له ٠ فهو غير قاس على العيش بعيدا عنهم ٠ فحجتى
على حين نجد ان ( حي بن يقظان ) ابن طفيل ينتهي الى العودة الى الطبيعة , يعد
ان « تصفح طبقات الناس فرأى كل حزب يما لديهم فرحون : قد اتخذوا الههم هواهم 2
ومعبودهم شهواتهم ؛ وتهالكوا في جمع حطام الدنيا. . والهاهم التكاثر حتى زاروا المقابر
ختم الله على قلوبهم . وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة » ولهم عذاب عظيم » *)١14(
ان موآف ابن طفيل المعقلن للعالم. الطبيعي لم يواكبه رؤؤية ممائلة للعالم
الاجتماعي ٠ بل كان على درجة كبيرة من الاحتقار للناس ٠ على حين يلقي حنا ببطله
المرسنلي في اتون مشاغلهم ٠ فقد خرج المرسنلي من الناس لظلمهم وانكار هم
له . وعاد اليهم . منخرطا في همومهم 2 فعوضا من عودة حي الى الطبيعة يود
- المرسنلي الى. الناس ٠ لبلدته مدافعا عنها امام هجمة الحوت ٠ ومن هنا يغدوى ما
اكده البعض على الصلة القائمة بين فلسفة حي بن يقظان والياطر ٠ مسألة لا تتعدى
التشاكل الخارجي في تجربة البحث عن المعرفة ٠ والامر ذاته ينطبق على ( حي بن يقظان)
السهروردي الذي كان يطمح الى امساك مطلقه الفردي عبر المطلق الالهي ٠ غير ان حنا
يبحث من خلال حلم الجماعة البشرية عن مطلق الفعالية الانسانية , يطلقها . يجردها ,
متوجا مجد الحياة وقيمتها العظمى ٠ ظ
الاحيائي في منطق الفن الذي يجسد فيها الامومة النقية 2. عودة للدم النقي ٠ عببسر
مصافحة الروح الرطبة » لحرارة الكون المنبثة في اضلاعها , عودة للطفولة عودة
للخطة الشاعرية التي سحقتها همجية القحط في الواقع الخارجي ٠ « اغتالتني الطبيعة
فكرهتها ٠٠ اغتالت الشيطان في داخلي كنت منسجما مع شيطاني ٠ كان ملائما لجسمي
وروحي ٠ هجرني لاني تنسكت » ١50 ) *
فكما كان الفقراء وامرأة القبى , المطهر في ( الشمس في يوم غائم ) فان الطبيعتة
وشكيبة هما المطهر في الياطر ٠ ولذا فقد يدأ المرسنلي الجديد يستيقظ من بين انقاض
كان يجهل ما معنى الخوف ؟ ما معنى الشجاعة ؟ ها هي الفضيلة ؟ وما هي الرذيلة ؟٠١
يزهر الندم في أعماقه رغبة صادقة في التجاوز. .. يحزن للاساءات التي وجهها لزوجته
وابنه » تتنامى في داخله نزعة الابوة.» بعد ان كاد سابقا. ان يفتك بابنه لاتفسسه
الاسباب «يا بني.لماذا. كتب علينا. ان نقتل . انا وانت. . ونتعذب ونتشرد ونسجن. , ونعذب
أمك معنا » (١؟) ٠ وبذلك يحقق المرسنلي في مسيرة الاكتشاف بعدا جديدا في تنامي
وعيه لذاته. » وللفعل الصادر عنه ...انه يتحدث عن قتله لزخريادس كأمر قدري مكتوب 2
فلم يعد يتحدث عن كرشه والذهب ٠ وهذه خطوة في رحلة اكتشاف العالم وضروراته 2 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 76
- تاريخ
- مارس ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39438 (2 views)