شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 211)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 211)
المحتوى
56١
في عيذيه , ثم ما تلبث ان تتلالأً على اطراف اهدابه » وتسح على وجنتيه ببطء ,
اتنعقد على اطراف لحيته السوداء ‎٠‏ فتبدو وكانها سرج تتمايل في مهب ريح
خفيفة تتسلل من شقوق باب الزاوية الموصد , ثم تنسكب مرة واحدة في خيط
متلاحق ‎٠‏ كانفراط عقد تتناثر حباته على الصنج الذي كان يبدا بالخفوت بين
يدي الشيخ لافي المتمايلتين شيئا فشيئًا ‎٠٠‏ ويجهش بالبكاء المرير حتى لا يعود
يقوى على ضبط نفسه ‎٠‏ فينهض وهو لا يزال يجهش بالبكاء » ثم يتوسط الحلقة
ويبدا بالدوران على نفسه على ايقاع صنجه الذي يأخذ بالارتفاع شيئًا فشيئًا ,
ثم ينسل من الحلقة خارجا ليهيم على وجهه في الجبال » في اتجاه مغارة سويد
حيث كان يتوحد بالذكر حتى مطلع الفجر » ولا يجرقٌ على اللماق به سوى
حسن المعتوه ,2 الذي كان لا يزال في الثانية عشرة من عمره . والذي لم يكن
معتوها بعد , اذ كان الوحيد الذي يسير على خطى الشيخ لافي سواء فى
تصوفه أو قوة قلبه في ليالي الغزى المظلمة , الى حد انه كان يكاد يجاريه في
ضرب الصنج او التكلم « بالسنسكريتي » , بعد الشيخ المبروك احمد الحمد ‎٠‏
وكان حسن يقفز , كلما اجهش الشيخ لافي بالبكاء » الى وسط الحلقة وهو
ينتحب » ويبدا بالدوران حول تفسهة وهو يردد « الله ‎٠٠‏ الله ‎٠١‏ الله ‎٠٠‏ »م ,
الى ان يسقط مفميا عليه » ولا يصحو الا بعد ان يتوقف صنج لافي حين كان
يخرج من الحلقة هائما على وجهه ‎٠‏ فيتبعه وهى يجوح بأعلى صوته ‎٠‏ شيل
الله يا سيدي وامامي الشيخ لافي » » الى ان عاد ذات ليلة » وهى يصرخ يأعلى
صوته » صراخا يمزق القلب » ثم قفز وسط الحلقة ‎٠»‏ وراح يدور حول نفسه ,
وهى يجهش بالبكاء » مرددا كلمات لم يستطع احد فهمها مطلقا, ثم سحب
« الشيش » من وسطه ‎٠‏ وراح يمزق به لحمه والدم يتدفق منه » في غمرة الذكر
من حوله » الى ان فقد وعيه تماما » وسقط في حضن الشيخ المبروك احمد الحمد
صارخا « حيييى » ثم اغمي عليه ‎٠‏ فحمله الشيخ المبروك وخرج به . وهى يقرا
آية الكرسي فوق رأسه عله يصحو » الا ان حسن وان كان قد صحا من غيبويته
فانه ظل طريح الفراش عدة ايام » لا ياكل ولا يشرب ‎٠‏ ولا يتكلم الا كلما اشتدت
به الحمى : حيث كان يتمتم بكلمات متقطعة لم يستطع احد فك طلاسمها .
الا ان والدته صحت عليه ذات ليلة وهو يردد اسم الشيخ لافي وخديهة
يصوت متقطع مرتفع ‎٠‏ وحين اصخت السمع جيدا » سمعته يردد اسم مغارة
سويد » ولكنه عاد وصمت مرة ثانية » فظنت انه يطلب رؤية الشيخ لافي » فخرجت
لتوها الى الزاوية تطلب اليه ان ياتي ويقرا فوق رأس حسن آية الكرسى , عله
بذلك يفك عقدة لسانه » غير ان حسن ما كاد يراه يدخل عليه , حتى راح
يرتجف مثل زغلول حمام مذبوح » ثم اغمض عينيه وصرخ « ح ‎٠١‏ ح ‎٠٠‏ حي »
واغمي عليه ‎٠‏ وفي اليوم السابع , وقبل صلاة الجمعة » فوجىء الناس بحسن
يعلق في وسطه « تنكته » » ويجوب الازقة في عز الظهر وهو يقرع « التنكقة ,2
تاريخ
مارس ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39469 (2 views)