شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 222)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 222)
المحتوى
فق
والحروب الصليبية » كي يقول ان الحروب الصليبية قد انتهت ‎٠‏ فمنذ أن خلدق
لافى وهو يحارب الاتراك وكل هن لف لف الاتراك ‎٠‏ ولم يحمل في حياته صلييا
ولا قرآنا ليحاربهم به ‎٠!‏ خاصة وان كل من سألهم » اكدوا له ان ما يعنييه
هذا القائد من كلامه هو أن الحرب الكبرى قد انتهت ‎٠‏ ولكنه لم يقتنع » وعلى
ركى المثل ‎٠‏ فان « كل عقدة ولها حلال » ‎٠‏ وحلالها هذه المرة كان حسن المعتوه
من دون خلق الله ‎٠‏ الذي اقترح عليه ان يسال واحدا من اهل العلم ‏ اذ قد
يكون لكلام هذا « الكافر » علاقة بالحرب التي كانت بين « الكقار » وبين سيدي
الشيخ حامد ؛ حين جاؤًا من البحر والبر لكي يحتلوا البلاد ايام زمان » وظل
يقاتلهم حتى استشهد ودفن في البارد ‎٠‏ فما كان من الشيخ لافي الا ان ركب
فرسه » واندفع يسابق الريح في اتجاه مدينة جنين , ولم يتوقف الا في بياب
المسجد عند آذان الفجن ‎٠‏
ربط الشيخ لافي فرسه ودخل متوجها الى امام المسجد الذي كان ينزل
لتوؤه من فوق المئذنة 2 والذي ما كاد يراه حتى سقطت « المححانة » هن يده 7
ولكنه بادره بالسوّال قبل ان يطرح عليه السلام » عن معنى ما قالة هذا القائد
الانجليزي المتمجرف ‎.٠‏ لانه لا يوجد في جنين احد يفهم بمثل هذه الامور مثله ,
ولذلك فلا بد وان يعرف ما يعنيه ‎٠‏
ويروي الشيخ عبد الحميد الحمد , ان امام المسجد في جنين روى له , انه
عندما فرغ من حديثه مع الشيخ لافي » اطرق 35 قليلا ثم انتصب ملء قامته وعيناه
تقدحان شررا الى حد انه لم يستطع النظر اليه , ثم قفن بظه.س فرسه التي
اراحت تصهل بقوة دون ان يتفوه بكلمة واحدة ‎٠‏ وانظلق بها كالسهم ‎٠‏
ويتايع الشيخ عبد الحميد الحمد » انه كان خارجا باغنامه ذلك الصباح ,2
عندما رأى الشيخ لافي يقبل بفرسه مع عين الشمس من الشرق , وعياءته
ترفرف خلفه كالبيرق المنشور بالهواء ‎٠‏ وما كاد يصل القرية حتى كان حسن
المعتوه يقرع تنكته في الازقة بقوة وهو يردد « لا اله الا الله ‎٠٠‏ لا اله الا الله »
وقد انطلق لسانه بقدرة قادر . فهرع الناس يسألونه ما الخبر , ان لم يسمعوا
صوت تنكته منذ ان قطع الاتراك النهر ‎٠‏ الا انه كان يلوت بالصمت متجهم
الوجه . وهى يتابع قرع تنكته » وكأنه خارج للحرب مرددا ‎١‏ ل اله الا الله ‎٠٠‏
‏لا اله الا الله » والبمبي عدى الله » » دون أن يقهم احد ما هو « البمبي » عدى
الله هذا ولا لمانا ؟٠‏
ولكنه ما كاد ينتهي من كل الازقة 2 والناس يتدافعون خارجين من بيوتهم 2
حتى ارتفعت دقات الطبول والصنوج من مقام سيدي الشيخ حامد . مما جعل
الناس يظنون ان الشيخ لافي قد قتل او مات ؛ ولم تنتظر حسنية بنت خديجمة
والتي كانت لا تزال صبية صغيرة بعد » حتى تتحقق من الخبر ‎٠‏ فحلت شعرها
تاريخ
مارس ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39470 (2 views)