شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 236)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 236)
- المحتوى
-
نلرف
هكذا ترسي الاداب توجها ثقافيا يتحول في تعبيره عن نفسه . من احتضا ن القصيدة
الجديدة الى احتضان نقدها السلفي ٠. ومن ) التحديث الاجتماعي الى الماضوية الفكرية 3 ومن
وجودية سارتر الى اباحية مورافيا وفظاظة كولن ويلسن وثورية دودريه ٠
بين هذين الحدين النموذج ورفضه » يقع توتر الاداب وقلقها وانتصاراتها وهزائمها ٠
6 مشدودة الى محورين ٠ يمزقها تناقض داخلي هو التناقض الذي يمزق الحركة القومية
تقدمها وتراجعها ٠ واذا كانت الاداب عبر نبرتها القومية » استطاعت ان تحافظ على
ويودها ونموها . فان اختيارها الاساسي هو مبرر هذا الوجود وقاعدته المادية ٠ ذهبت
الى الحداثة دون ان تدمر نفسها داخل وهم النخبة الغربية كما فعلت « شعر » ٠ لكنها ,
وعبر احتضانها لتناقضات الحركة القومية . احتضنت بذور التراجع التي بدأت مع هزيمة '
حزيران ووصلت ذروتها في احتلال اليمين للواجهة وقيادته لعملية تهميش الامة بآسرها ٠
بعد ريع قرن لا يزال سهيل ادريس يجلس الى جانب الكلمات ٠ يبحث عن افق وسط زمن
الانكسار . تتراجم الادات او تتقدم ٠. لكنها هناك ». صوت مرحلة وصدى صعودها
وتراجعاتها وانهياراتها ٠
بعد ربع قرن » لا تزال الاداب تحمل احزان الواقع ٠ تحيله الى الاف الاوراق المطبوعة ٠
ولا يزال الادب يلد الادياء ,» والكلمات تلد الكلمات ٠
النقد الاكاديمي
بصدور كتابه الجديد « ملامح يونانية في الاذب العريي » ( المؤسسة العربية للدراسات
والنشر .بيروت ) يكون اسهام د.٠ احسان عباس النقدي قد وصل الى احدى ذراه المتالقة ٠
فيعد «.قاريخ النقد الادبي عند العرب » . ودراساته المتعددة جول. الادب الاندلسي » وتحقيق
العديد من المخطوطات الادبية الثمينة » يستطيع احسان عباس ان يمارس النقد التاريخفي
بهدوء وتأني الباحث الذي لا هدف له سوى خدمة الحقيقة ٠ يكشف في سياق مسيرته داخل
موروثنا الادبي عن اوجه هذا الموروث وتفاصيله ٠ عن اشكالياته ورؤيته ٠ فتأتي الملامح
اليونانية لتسد فراغا ٠ وربما ٠ ولانها تتعامل مع ارض جديدة ٠ فهي تحاول ان تكتشف
مسالك الدرب : تزيل الكثير من اللبس , ولا تخلص الى استنتاجات نظرية شاملة ٠ فطبيعة
الباحث في احسان عباس , لا تريد استعجال النتائج ٠ بل تضع همها الاساسي في اكتشاف
المقدمات ٠ دراسة المسألة من جوانبها المخثلفة ٠
ينطلق الكتاب من سؤالين : « يمثل هذا البحث في مجموعه , محاولة للاجابة على سؤالين
يختلطان معا احيانا » اولهما : ماذا ترجم العرب من أدب يوناني: ٠ وثانيهما : ما هي الطرق
التي اسة استفل فيها الادب العربي الثقافة الاغريقية . سواء كانت تلك الثقافة علما اى ادبا
أى ف فلسفة ٠ ومهما يكن من شيء ٠ فان القول بتقبل الادب العربي لؤثرات اجنبية ' ليس
انتقاصا من أصالته , ى استهانة بعناصر تلك الاصالة 00
ومع , الاجابة على السؤالين , ٠ نمضي مع المؤلف في رحلة الاكتشاف ٠ نتوقف عند الفارابي:
« ويعتمد الفارابي في احكامه نظرة موضوعية مقارنة » فهو قد وقف على اشعار كثير من
الامم لا على اشعار العرب واليونان فحسب ٠ فعرف ان العرب يعنون بنهايات الابيات اكثر
من سائر الاسم الاخرى » وانهم لا يجعلون التلحين او النفم المرافق للانشاد جزء! من الشعر - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 76
- تاريخ
- مارس ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39473 (2 views)