شؤون فلسطينية : عدد 77 (ص 12)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 77 (ص 12)
- المحتوى
-
1١
البحر ٠ هكذا كان الزورق المطاطي يتجول أمام شاطىء فلسطين ٠ يرى حيفا
الممتدة في البحر ٠ يتالق في الغروب حين يصبح الافق أحمر ويمتلىء البحسر
بتوهج الشمس التي تغرب ٠ ومن الغروب يشرق الرجال الذين يهبطون الى
المدينة البيضاء يشرقون لحظة الفروب ٠ النهاية هي اليداية ٠ ولا بداية الا
بداية الموت ٠ لكن الرجال الذين يشرقون من الغروب لا يفكرون بالذكريات
انهم يلا ذكريات ٠ مليئون بالذاكرة ولكنهم يعلمون إن الوجود الوحيد الممكن
هى في المستقيل : يشرقون ويرمون الذكريات لاعدائهم » يتركون لهم الماضسى
ويمشون الى المستقبل ٠
من الغروب ؛ حيث يتالق البحر ويبتلع الشمس ويحجب الرؤيا ذولد ٠ ونخرج
من اليحر تحتل ال مستقبل ٠
الطريق طويلة والحرب طويلة ٠ وهؤلاء الرجال الذين يخرجون من البمر ,
هم بدايات هذا الشرق الذي يغلب ٠
انها الحرب ٠
أحد المقاتلين يجلس بين الاعشاب وامامه كوب الشاي الساخن » يدخن .:
بينسم لاسا للاء انهم لا يريدون القحال » ' جبل نار . حرائق ومفرقعات كخم
دريدون القضاء على كل شيء ٠ هذا هو شرطهم للتقدم ٠ يأتون بعد إن تفرغ
القرى وتتهدم البيوت ويموت كل شيء ٠
أنهم لا يريدون القتال ٠
جيش تأصلت فيه عقدة التفوق ٠ دولة هي مجرد جيش وملحقاته ٠ الجيش
هى اثمن شيء في الدولة . والدولة بأسرها في خدمة الجيش ٠ لذلك يجب ان
ل يضحى بالجيش ٠ يجب ان لا يموت الجنود ٠ يجب ان ينتصر الجيش دون أن
يقاتل : فوجئوا في تشرين بأن الحرب تقتل ٠ لذلك ارادى! ان يتجنبوا الموت
هده المرة ١ ٠
ش لكن الحرائق التي انتشرت من اليحر الى العرقوب كانت زمنا للذين يقبضون
على الموت ٠ فالرجال الذين يطلعون من هذا الغروب » كانو!ا يقفون بعد ان
جرحتهم الهجرات » بين الموت والموت ٠ فصنعوا من الموت علامة ٠ وقرضوا على
الجيش الذي هو اثمن من الدولة ان يقاتل مرة اخرى ٠ ان يعترف بانه فوجىء
بالالقام والاجساد ٠ ان يتراجع وبيتاور ٠ وكانوا هم , اجمل فتية العرب ,
يرفعون بنادقهم وينغرسون في الارض ,» ويتدققون شلالات دم وماء ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 77
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22312 (3 views)