شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 22)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 22)
المحتوى
نف
اول هذه الاخطاء الاستراتيجية ‏ السياسية الكبرى التي وقع فيها اصحاب
المشروع الانعزالي الفاشي هي عدم التمييز بين قوة اسرائيل الذاتية الكبرى ,
وبين قدرة اسرائيل على استخدام هذه القوة للانتصار لحلفائها وعملائها ‎٠‏
‏فالقوة الاسرائيلية الكبيرة هي قوة لذاتها وبذاتها » وليست قوة كبرى لغيرها ‎٠‏
‏بمعنى ان هناك ظروفا دولية وعربية وداخلية تحد الى درجة كبيرة من قدرة
اسرائيل على استخدام قوتها استخداها غير محدود في كل الظروف ‎٠‏ وفي كل
الاتجاهات ‎٠‏ وكل الساحاث ‎٠‏ واسرائيل التي خاضت معظم حروبها الناجحة
ضد العرب » اذما خاضتها وبنجاح بعد أن استطاعت ومن ضمن تعبئة سياسية
واعلامية » ان تصور هذه الحروب بائها حروب دفاعية في وجه قرار عربي
« بسحق » اسرائيل و , رمي اليهود في البحر » ‎٠‏ ورغم ذلك فان اسرائيل اخذت
تعاني من عزلة دولية متزايدة نتيجة اصرارها على السياسة التوسيعية العدرانية
لا سيما بعد حرب حزيران 19517 ‎٠‏
ان هذا الواقع السياسي الذي بدا يحيط بالكيان الصهيوني يجعله يتردد
كثيرا قبل ان يتخذ قرارا بالتدخل المباشر لنصرة حلقائه اى عملاثه ؛ لا سيما
حين ينظر الى هؤلاء العملاء كادوات يتم استهلاكها والتخلي عنها بمجرد الانتهاء
من دورها ‎٠‏ ان هذا التردد الاسرائيلي عن التدخل المباشر لا يعني ابسدا ان
اسرائيل لن تلجأ في نهاية المطاف الى المغامرة المجنونة بشن حرب لتحقبق عدة
اهداف ليس ابرزها بالتاكيد نصرة عملائها في لبنان ؛ ولكن هذا الترده يعبر
عن مخاطر جدية ينطوي عليها مثل هذا القرار . سواء لجهة قدرته على النجاح
الى لجهة التفاعلات والنتائج التي قد تنجم عنه ‎٠‏
وحرب الجنوب مع الثورة. الفلسطينية هي اوضح دليل على مدى تراجع حرية
العدى في الحركة والمرونة والمثاورة وبالتالي مدى تراجعه عن القدرة على
الإنتصار على حد سواء ‎٠‏
وثاني هذه الاخطاء الاستراتيجية والسياسية هي عجز المشروع الانعزالي
الفاشي عن فهم روح المرحلة بعد حرب تشرين 111/7 ‎٠‏ فتلك الحرب المجيدة في
حياة العرب استطاعت » رغم كل محاولات اجهاض نتائجها وعدم القدرة علسى
الارتفاع الى مستواها , ان تدخل الصراع العربي ‏ الصدهيوني في مرحلة جديدة
اصبح طابعها على المستوى العربي ان الانتصان على العدى قد اصييح
احتمالا ولم يعد محالا » وان التكافق في القوة والقدرة مع .العدى اصبح امرا
ممكنا ولم يعد مستحيلا *
بعد حرب تشرين لم تعد التهديدات الاسرائيلية اوامر في العواصم العربية ,
ولم يعد الصمود في وجه العدى الصهيوني ضريا سن الانتحار او النزوات
« الثورية » العارضية , بل اصبح حتى الحديث عن امكان التوازن الاستراتيجي
بين قطر كسوريا وبين الكيان الصهيوني مسألة ينظر اليها الكثير من المراقبين
تاريخ
أكتوبر ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36172 (2 views)