شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 23)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 23)
- المحتوى
-
زف
بدرجة عالية من الجدية والاهتمام ٠
وعلى الصعيد الاخر فان مرحلة ما بعد تشرين اصبحت تمثل بداية العد
العكسي لكافة المشاريع القائمة على المفاهيم العنصرية: والطائفية والفاشية ٠ :ن
نظرة الى تفاعلات تشرين في قلب المجتمع الصهيوني ؛ والى ما يجري في جنوب
افريقيا من تطورات ؛ والى الارتباكات التي تعاني منها انظمة التمييز والاضطهاد
في كاقة ارجاء العام . يظهر ان افصاح المشروع الانعزالي عن هويته وحقيقته قد
جاء في غير الوقت المناسب كمثل هذا الاقفصاح * وان اصحابه قد ارتكيوا خطا
تاريخيا واستراتيجيا على حد سواء ٠
لقد اخطا دعاة المشروع الانعزالي كثيرا حين تصوروا ان جو التسوية الذي
تلا حرب تشرين 191/7 هى جى ممائل لجيى الهزيمة بعد حرب حزيران 1951 2
وان اجواء تلك الهزيمة التي سمحت لهم بتشكيل 0 حلقهم الثلاثي » وتحقيق
انتصارهم السياسي في انتخابات 1118 ٠ لن تكون بعيدة عن اجواء .التسوية
التي هي ثمرة من ثمار حزيران » وبالتالي ستسمح لهم باعلان مشروعهمم
الحقيقي في ظل « جبهتهم اللبنانية » الامتداد التاريخي للحلف الثلاثي والقائية
على الثنائي الشمعوني والكتائبي ٠
وخطؤهم في هذا التصور ليس نابعا من تبدل الظروف والاوضاع بين
الحريين. قحسب وائما بالدرجة الاولى نايع عن عدم شيسوم لحقيقة الاسباب التي
ادث الى انتصارهم السياسي انذاك , أى بالاحرى الى هزيمة النهج والملكتب
الثاني انذاك ٠
فقد هزم ( النهجيون ) سنة ١5318 وبعدها سئة 197١ , ليس بسيب أنجواء
الهزيمة التي انعشت ت اسرائيل وحلفاءها في المنطقة فحسيب ٠ واذما ايضا يسبب
تصاعد المد الديمقراطي في لبنان والمنطقة بعد تلك الهزيمة ؛ والذي كان من نتيجته
ايضا نمو المقاومة الفلسطينية واشتداد ساعدها حتى قال رجل كرئيس اللمكتب
الثاني في لبنان سنة 141١ ان « مظاهرات 7" نيسان 1154 ( المؤيدة للعمل
الفدائي ) هي التي قصمت ظهر حكم المكتب الثاني في لبنان » ٠
فاذا كان حزيران بكل ثقله وعنفه لم يكن قادر! على تحقيق انتصار كامل
للمشروع الانعزالي في لبنان » بل قاد أيضا وبشكل غير مباشر الى. نمى متصاعد
للحركة الشعبية في لبنان المرتبطة بالثورة الفلسطينية ( كما تجلى ذلك في
التظاهرات والاضرابات والانتفاضات المسلحة طيلة سنوات 54 59 , ١ )
فكيف يمكن لتشرين ان يقود الى انتصار هذا المشروع وقد انتقل الى اخطصر
مراحله واشدها وضوحا وخطر! على لبثان والمنطقة بأسرها ؟١
ان المراهنة الاتعزالية على التسوية بين العرب .واسرائيل ليست بالضرورة
مراهنة رابحة ؛ كما أن مراهنتهم على الحرب بين الطرفين هي بالتاكيد مراهنة - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 83
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39471 (2 views)