شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 38)
- المحتوى
-
>78
وتنتهي السلطة بعدها الى احدى الطبقتين الاساسيتين المتناقضتين ؛: البرجوازية
اى الطبقة العاملة ؛ اللتين يتم الى احدهما الانتقال اليومي من اوساط البرجوازية
الصغيرة » وهنا بالذات جوهر الصراع والتجاذب بين البرجوازية والطبقة
العاملة ٠ حول البرجوازية الصغيرة من اجل اكتسابها ٠ وهنا بالذات تكمن
المسالة الاساسية حول اي اتجاه تسلكه حركة التحرر الوطني العربية في مرحلتها
الراهنة ٠
وفي الواقع فقد برز في الحركة نهجان أساسيان مثمايزان متعارضسان :
نهج ثوري متقدم بالمعذى الواسع الكلمة , ونهج يميني محافظط بالمعنى الياسع
للكلمة ايضا ٠ وجرى بين هذين النهجين ويجري صراع حاد » تدخل فيه
اليرجوازية طرفا مؤثرا , كما تدخل فيه طرفا شديد التاثير » الهجمة الامبريالية
الصهيونية الرجعية على حركة التحرر الوطني العربية ٠ وقد شمل هذا الصراع
جميع القضايا التي واجهتها وتواجهها حركة التحرر الوطني العربية بدون
استثناء ٠ وهى يستمر ويتفاقم » في الظرف الراهن , ويتخذ اشكالا مختلفة ٠
ولا يستثنى من هذه الاشكال اكثرها عنفا بدا في ذلك القمع الدموي والحروب ٠
انه صراع حول الموقف من الامبريالية » بين الحزم في مواجهتها وبين المساومة ,
وحول الموقف من الديمقراطية ٠ بين توسيعها وقمعها » وحول الموقف من
التحالفات بين تعميقها على اساس ديمقراطي وبين استصغار دورها حتى
الانفراد بالقيادة » وحول الموقف من انجازات حركة التحرر الوطني . بيسن
المحافظة عليها وتطويرها وبين تصفيتها » وحول الموقف من القضايا القرمية .
قضية فلسطين وقضية الوحدة العربية وقضية الثروة البترولية ء وقضية التنمية
والتكامل الاقتصادي ؛ بين تعميق اشكال النضال لحلها . وبين العمل بالاتجاه
المعاكس » وحول الموقف من الحركات الوطنية الملتهبة , الحركة الوطنية
الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وحول التغيرات التي جرت في اليمسن
الديمقراطية ٠ بين دعمها وبين العمل على اضعافها . وحول الموقف من العلاقة
مع الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية والحركة الثورية العالمية . بشكل
عام » بين العمل على تطويرها وبين العمل على تقليصها ٠ وهى صراع طبقي
في محتواه » حتى ولى كان صراعا بين فئات من طبقة واحدة ٠ البرجوازية اى
حتى بين فئات من شريحه طبقية واحدة » البرجوازية الصغيرة ٠ وفي اطار هذا
الفهم لمجمل هذه القضايا يمكن رؤية التمايز المستمر داخل الحركة بين النهجين
المتصارعين فيها » الذي يؤدي » من جهة الى تعزيز مواقع الطبقة العاملة وتحول
فئات من البرجوازية الصغيرة الى ايديولوجيتها » ويؤدي من جهة ثانية الى
خروج قوى من الحركة تنتقل الى مواقع البرجوازية وتتخلى عن كل ما كسان
يربطها بهذه الحركة ٠ وصولا بقسم منها الى الخيانة الوطئية ٠ ومحتوى هذا
الصراع بين النهجين قائم في كل منهما ٠ وهكذا فان عملية التمايز تجري
باستمرار لتؤدي الى ما اشرنا اليه من تحول في مواقع القوى باتجاهين - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 83
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39475 (2 views)