شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 66)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 66)
- المحتوى
-
16
ففي سنة 197١ وفي حين كان يرى « التحريفيون » ان التصادم مع العرب لا مفر منه, كان
« الاشتراكيون » يفكرون بان هؤلاء قد يغادرون بملء ارادتهم ٠ فالمعتدلرن كانوا متفائلين,
في حين كان المتطرفون غير متوهمين ؛ فالاوائل كانوا . كما يهمهم مثلهم الاعلى يعيدون
في اذهانهم وفي اقوالهم خلق واقع خيالي اي يتماشى مع « اعتدالهم » ٠ والاخيرين كانوا
« واقعيين » ٠ حتى ان اسحاق بن اهارون الذي كان امين عام الهستدروت ٠ والذي كان
يدشن المذكرى الخمسين لهذه المنظمة في القدس سنة 191١ ؛ لم يتمالك عن تقديم تحية الى
قوة الرؤية لدى هؤلاء الرواد الذين تجراو! على تجاهل المشروط التي كانت تحيط بهم ٠.
لان الايديولوجية الصهيونية التي كانت تجمع حركة الهجرة والاستيطان اليهوديين في
فلسطلين قبل ايجاد دولة اسرائيل ٠ كانت تقوم على يوتوبيا عملية تجمعبين التطوع المندفع
والبراغمائية الباردة ٠ حتى ان التطوع والبراغماتية يجتمعان ويتقاطعان : مولدتينالاعتدال
والبحث عن المساومات احيانا : والعناد والمعزم على المواجهة احيانا اخرى ٠ وه ذه
الصدورة تبرن اليوم يمناسبة كل مناقشة عامة في اسرائيل ؛ حول موضوع العلاقة مسع
العرب : ان يتواجه نوعان متناقضان من ١ الواقعية » ٠ من يوافقون على ان الصهيوئيية
هي اجحاف بحق العرب ولكنهم يلوذون بقانون الغاب والانانية المقدسة للنوع » وهم
« الصقور » ٠ وقي مواجهتهم دقف « الواقعيون » الذين يشيرون باصابعهم الى هيزان القوى
في المنطقة وفي العالم » ويستنتجون بان المساومة ضرورية ٠ واخيرا يوجد من هم غير
مبالين بهذه « الخناقات » وهم « المثاليون » المواهمون ١ وهم من ينكرون ببساطة وجود
حقوق عربية » وان يكون الاستيطان قد حرمهم اياها ٠
والمابام وهى جناح يوصدف بالماركسية في الصهيونية الحمالية » ينتمي لهذه الفصيلة
الاخيرة ٠ خاصة وان هاشومير هاتسعير : وهي الحركة التي خرج منها المابام « تنظر »
لهذا الموقف مئذ سنة ٠ 111١ ففي حين كان الاستيطان « العمالي » في المدن اى في الارياف,
يلحق الاضرار الفادحة بالفلاحين وبالمحرومين من الارض ؛ وفي حين كان كبار مسسلاك
الاراضي يضاربون ؛ كانت هاشومير هاتسعيسر تقول بأنه لا يوجسد اي تناقض بين
الصهيونية « العمالمية » والمصالح « الحقيقية » للجماهير الحربية ٠ لذلك فان المنزاع من
هذه الزاوية » هو نزاع بين « اشتراكية » المستوطنين و ١ الاقطاعية الرجعية » لقسادة
العرب ٠ وهذا الراي بالكاد يقبل بان يكون اليمين الصهيوني » والراسماليين الذين يشغلون
اليد العاملة العربية ٠ اعداء » طبقيين لمستخدميهم ؛ وان كان الامر كذلك , فما على هؤلاء
الا الانضمام الى صفوف المابام » ليدافع عن مصالمهم ! ٠
ذلك ان المابام يرى ٠ كما يقول دوف بارنير , ( الازمنة الحديثة حزيران 59 ) ان
الصهيونية ليست فقط المحركة القومية للشعب اليهودي « ولكنها » الحل الماركسي للمسالة
اليهودية ٠ ومن هنا ؛ فكل كل عربي « ماركسي » حقيقي لا بد له من مناصرة الصهيونية١
ومن هنا ايضا فان الصراع مع العرب ليست له ايضا اية قاعدة موضوعية وهى لا يمكنه ان
يفسر الا بالكراهية الشوفينية والمعادية للسامية تجاه العرب ٠ أ بمحاولة الانتفلال
السياسي البوليسي للحعرب * ْ
وما يميز هذه الخرافات » هو هذه العنصرية التي تحرم العرب ؛ وعسرب فلسطين
بالذات , من هذا البعد الوعي القومي ى الذي لا ينفك الصهاينة من التغني به فييا
يخصهم ٠ فالقومية العربية » تقدم على انها مرض عقلي في حين ان كل شيء يفسر
بالاقتصاد ٠ اما « التطلعات اليهودية » فانها في الان نفسه ماديا ممكئة ومعنويا راقية ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 83
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39477 (2 views)