شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 88)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 88)
- المحتوى
-
44
المرء غير محبوب من أن يهمل ٠ وهى خيار يأئس ٠ ولا يحب للكائنات البشرية
ان تواجه بمصير كهذا ٠
ويلوم توينبي العالم الغربي لانه تجاهل كل المآسي التي لحقت بالشعب
الفلسطيني » في وقت لم يكن لديهم ادنى سلطة ونفوذ » كما ابدى عدم مبالات»ه
بقضية ' العرب الفلسطينيين وما ارتكب في حقهم من اخطاء , بل وطلب مذخهيم
دفع حساب الاخطاء التي اوقعها الغربيون ب وليس العرب باليهود ٠ ولا يقع
دم ضحايا العمليات الفدائية على رؤوس المقاتلين الفدائيين وحدهم بل على
راس العالم نفسه ؛ ويضرب توينبي مثلا على ذلك : « لى كنت انا او أنت على
وشك السفر من مطار ما واعترض سبيلنا مقاتل فدائي بمسدس او بندقيسة
أى قنبلة يدوية » فهل نحن ضصحايا بريئة تماما ؟ لنفترض ان الضحية ليست
بريطانية ( بمعنى انها مسؤولة بصورة محددة عن تصريح بلفور ) وليسسن
امريكيا ( اي ليس مسؤولا بصورة مهحددة عن دعم اسرائيل في الاوسسساط
الدولية ) 2 وليس صهيونيا او اسرائيليا ٠ ولنفترض ان الضحية من بيرر
وليس يهوديا » باعتقادي ان نقطة واحدة من دم الضحية 33 تقع على راس الضحية
نفسها » نتيجة لعدم مبالاة هذه الضحية المنكوبة الحظ لشكساوي العرب
الفلسطينيين الدامية » انها نقطة واحدة في محيط اللامبالاة العالمية التي كانت
مبعث اذى وضرر للفلسطينيين منذ ما يقرب من نصف قرن » ٠
ونظرية تبرير العمل الفدائي التي يطرحها توينبي تفترض الفرق بين صورتين:
فالفدائي قاتل في نظر الاسرائيليين ولكنه بطل بنظر العرب ٠» وبنظر كل الفئات
المعادية للاستعمار » والمثل الفلسطيني هى احدث الامثلة منهذا النوع في
التاريخ ٠ ففي فلسطين العصر الكلاسيكي كان الثوار اليهود ضد الحكرمة
الرومانية في نظر اقرانهم اليهود عاملين من اجل قضية الحرية » وفي ننفر
العالم الروماني ( غير اليهودي ) قاطعي طريق ٠ وكذلك كان رجال حركة
المقاومة في البلاد التي اجتاحها النازيون » فهم ابطال في نظر بريطانية والولايات
المتحدة « فالنصر العسكري يفترض دوما أنه'قد منح صاحبه حقا معنويا لا
يقاوم » واللهزوم عسكريا لأ يعترف بهذا الحق , ويلجا دوما الى اية وسيلة
ممكنة لازاحة نير الفاتح » *
ويتساءل توينبي : هل ان حركة المقاومة الفلسطينية دون طائل ؟ اى محكوم
عليها بالاخفاق ؟ وما هى الدرس الذي نستمده من حركة المقاومة الفلسطينية
الحالية والذي يمكن ان نستقيه من شواهد تاريخية سابقة ؟
يستقي توينبي الدرس مَنْ قصة شمشون البطولية حين وقع ضحية الظلسم
ولم يكن لديه شيء ليفقده سوى حياته » فاوقع الموت بنفسه وبالفلسطينيين
جميعا ٠ والفلسطيني بعد نصف قرن من اللامبالاة الجماعية لما ارتكب في حقه
من الاخطاء وهى يواجه جدار الانسانية الحجري , ولديه ثأر واضح ومفهوم - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 83
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39478 (2 views)