شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 99)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 99)
- المحتوى
-
13
جاءت هذه العودة مقطوعة الصلة بتجربته الهللينية أن ليس لديذا ما يؤكد اتصالا
مباشرا'يين الفكر اليهردي في العصر الاسلامي وبين الاصول الاغريقية » ولا مع
الرائد فيلون الذي كتب باليونانية فلم يعرفه يهرد هذه المرحلة ٠ ومن هنا يتحدد
النظر اليوودي الجديد في ضدوم البيئة الاسلامية الخالصة : بوصقه جزءا! مسن
نشاط الفئات المختلفة للمجتمع الاسلامي وجاريا بالتالي على نفس السنن العام
للنضر الاسلامي في جانبيه الكلامي والفلسفي ٠ وقد يحملنا ذلك على التردد
اكثر في استخدام مصطلح الفلسفة اليهودية ؛ لكذنا نواجه هنا امرين : الاول
ظهور بعض الاعمال القلسفية لليهود باللغة العبرية » الى جانب العربية والثاني
جعل الديانة اليهودية اساسا لاتفلسف ٠ في مقابل الانطلاق من الدين الاسلامي
عند المفكرين المسلمين ٠ ويضفي كل ذلك استقلالا نسبيا على الاصطلاح يبرر
استعماله دون الوقوع في مفارقة الانفصام بين المرحلة العامة وتفرعاتها ٠
اقدم مفكر يهودي في الاسلام هق سيعد الفيومي » من القرن الرابع الهجري -
العاشر الميلادي ولد في مصر ونشا فيها ثم غادرها الى العراق حيث استقر
به المقام الى نهاية ايامه ٠ وكان يشغل في العراق منصبا دينيا مرموقا يحدد
هويته الاصلية كرجل دين ٠ وقد ترجم الفيومي الكتاب المقدس الى العرييسة ب
عن العبرية ؛ ووضع عدة مؤلفات في الفلسفة والكلام والتاريخ اليهودي ٠ اما
فلسفته فهي مزيج من الاعتزال والمشائية ومن هنا هجومه على الافلاطورنية
الجديدة التي انكر نظرياتها في القيض وتسلسل العقول ومتابعته المتكلمين في
مسائل .الخلق المباشر والثوحيد والصفات واثبات الصانع ٠ ويعكس هذا
الخليط الفلسفي كلا من بيئة الفيلسوف ووظيفته الدينية » فقد ظهر في غضون
الحقبة الذهبية للفكر المعتزلي وعاصر اى شارف كبار المعتزلة الذين ازدهروا
ما بين القرنين الثالث والرابع » وربما اتصل بهم شخصيا بحكم اقامته فسي
العراق حيث تمركن نشاط المعتزلة خلال هذه الحقبة ٠ كما شهد الفيومي صعود
الدراسات الفلسفية بقرة الاندفاع الكبير الذي احدثه الكندي ( اواخر القرن
الثالث ) ٠ والكندي بدوره فيلسوف مشائي معتزلي ٠ هذا في حين ترتبسط؛'
كلامية الفيومي بدوقفه الديني وهي لذلك لا تستوعب كامل الفكر المعتزلي بعقلانية
التصلبة وانما تقوم على الانتقاء لضمان عدم المساس باولية المعطى الديني
واسبقيته على العقل ٠ وبوجه عام , يمكن اعتبار عقلانية الفيومي وسطا بين
مجازفات ابراهيم النظام ولاهوتية الاشعري والنظي اليه بالتالي كنموذج
لامعتزلي المعتدل ٠
استمر الكلام الممزوج بالفلسفة نهجا لعدد من مفكري اليهود بعد الفيومي ٠
ويبدى ان متكلمي اليهود ادركو! شان زملائهم متكلمي الاسلام » صلة الرحم التي
تجمع الكلام بالعقيدة » ففي خضم الصراع بين التيارات يظهر هارون بن عليجة
هه 6١م ) ليقول ان التعاليم الكلامية اصصل جوهري في العقيدة اليهودية - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 83
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39478 (2 views)