شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 107)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 107)
المحتوى
1١١ ‏/7ا‎
السبب في ذلك عدم توفر طبعة علمية لكتابه القلسفي الرائس « المعتبر » الذي
لا يزال مخطوطا في نسخ محدود وبعيدة عن متناول الباحثين ‎٠‏ ومن القلائل
الذين تنبهوا لاهميته المستشرق الفرنسي هنري كوريان الذي كتب عنه فصلا
قصيرا في « تاريخ الفلسفة الاسلامية » نوه فيه بطرافة منهجه الفلسفي ‎٠‏ كما
ظهرت عنه دراسة اكثر تفصيلا كتبها الشيخ محمد رضا الشبيبي في « ترائنسا
الفلسفي ‏ حاجته الى النقد والتمحيص » استند فيها الى نسخة شخصية من
المعتبر ‎٠‏ ونامل ان يحظى هذا الكتاب بطبعة محققة لتيسير دراسته ‎٠‏
عاش ابو البركات في بغداد حين كانت السلفية التركية قد اثارت مدا مناوئا
للفلسفة ادى بها'الى الانزواء ‎٠‏ ومع انه شهد الحقبة التي استقلت فيها الخلافة
العباسية عن التغلب السلجوقي فان الموقف السلفي لم يبرح آنذاك متمتعيسا
بسطوته من خلال اتساع نفون الحنابلة وتدين اواخر الخلفاء العباسيين ‎٠‏ واذا
لم يكن ميسورا ايقاف النظر الفلسفي في مجتمع شكلت الفلسفة جزءا بنيويا
من تكوينه الثقافي فلابد لفيلسوف يظهر في منعطف سلفي صعب من تلبية
المتطلبات الخاصة بالوسط , مصانعا ام مقتنعا» ‎٠‏ ومن هنا اتخذ الفيلسوف
البغدادي موقفا مناهضا من الفلسفة يستعيد موقف الغزالي في « تهاقفت
الفلإسفة » و « المنقذ من الضلال » ‎٠‏ وقد تصدى للرد على ابن سينا دفاعا عن
لاهوت الاديان السماوية وقاده ذلك الى الرد على ارسطى : منطقا وميتافيزيقا ‎٠‏
‏ويبدى ابو البركات بذلك لافوتيا من طران الغزالي الشاب , لكن نقض المنطق
والميتافيزيقا دفعه في مسالك فكرية جديدة شكلت في نهاية المطاف. البدبيل
والنقيض معا لمنطلقه اللاهوتي ‎٠٠٠‏ وينصب تقد اب البركات للمنطق على عدم
صلاحه للوصول الى حقائق الاشياء » لا سيما حقائق الطبيعة . وهى نفس النقد
الذي وجيثه الفيزياء الحديثة الى منطق ارسطى » واورد لاثبات ذلك امثلة
على الطريقة العقيمة التي يتعامل بها المناطقة مع الظواهر الطبيعية » وعجزهم
بالتالي عن تحقيق نتائج جديرة بالثقة ‎٠‏ وسعى في نفس الوقت لعرض منهج
بديل من خلال مقارنات لنتائج مختلفة تترتب على طريقتين في التفكير » طريقة
الفلاسفة وطريقته هو ‎٠‏ ونلمس في ردوده ومقارناته منحى تجريبيا من النوع
المألوف في دراسة الظواهر الطبيعية الملموسة * ورغم ان ابي البركات لم
يقنن اصول هذه الطريقة ففي وسعنا ان نجد فيهبا بعض تأثيرات المنطق
الاصولي القائم على المبادىء الثلاثة للاستقراء « اطراد العلة » انعكاس العلة ,
دوران العلة مع المعلول وجودا وعدما » يمكن ان يتحدد على هذا الاساس مركن
الفيلسوف كاحد اعمدة المذهج التجريبي الذي حاول فريق من المسلمين استبداله
بمنطق ارسطو الاستدلالي ‎٠‏ ونامل ان تساعد الدراسات اللاحقة على اضاءة
هذا الفصل المهمل من تاريخ الفلسفة الاسلامية ‎٠‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10397 (4 views)