شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 108)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 108)
- المحتوى
-
م١٠١1
امن كمونة
من مخضرمي الدولتين العباسية والمغولية ببغداد ٠ يرتبط اسمه بالكتاب
المثير الذي الفه ايام المفول بعنوان : « تنقيح الابحاث عن الملل الثلاث » , فقد
وردت في هذا الكتاب ملاحظات ضد الاديان السماوية الثلاثة : اليهودية
والمسيحية والاسلام » فاثارت زوبعة من الاستنكار في اوساط العامة ببغداد
انتهت الى مظاهرة صاخبة توجهت الى بيته وحاصرته مطالية باهدان دمسه ٠
وتنادت على اثر ذلك فئة من المتنورين البغداديين لانقاذه فاتصلوا بالشحنة ب
حاكم بغداد المغولي طالبين نه التدخل لمصلحة الفيلسوف ٠ ولما كان مغول
بغداد لا يزالون في ذلك الوقت على وثنيتهم فلم يتردد الشحنة في القيام بذلك
ما دامت المشكلة التي اثارها ابن كمونة لا تعنيه ٠ وذهب الحاكم بنفسه الى
المتظاهرين والقى فيهم كلمة اعلن فيها تضامنه معهم ثم قال : ان موعدنا غدا
عند السور سور بغداد لاحراق ابن كمونة ٠ وهتف المتظاهرون لهذا القرار
وهادوا الى بيوتهم بانتظار الغد ٠ وفي الليل وضع ابن كمونة في صندوق
واخرج من بغداد الى مدينة الحلة ٠ ولما حل موهد التنفيذ قي اليوم التالي اعلن
الحاكم المغولي ان الملحد قد هرب وانهم في سبيل البحث عنه ٠١ وكان الفيلسوف
قد وصل الى هدينة الحلة ٠٠١ كم غربي بغداد س حيث التحق بولده الذي كان
يشغل وظيفة في ادارة المدينة ٠ وعاش هناك حتى توفي عام 58١ ه ٠
اما الكتاب الفتنة فقد وصلنا في ثلاث نسخ احداها في مكتبة بودليان
باوكسفورد وهي مكتوبة بحروف عبرية والثانية في مكتبة جامعة طهران
والثالثة في مكتبة برلين ٠ وكنت قد وقفت على نسخة شخصية كتبها لنفسه عن
نسخة طهران حسين علي محفوظ الباحث العراقي المعني بالمخطوطات » الا ان
طوارىء السفر من مدينتي اعجلتني عن النظر فيها وامل ان يتاح لذا عودة اليها
في المستقبل لمعرفة السبب الذي استحق به هذا اليهودي البغدادي من مواطنيه
عقوبة الموت بالنار ٠٠١
0
خلاصية عن المصادر
لا نجد في تواريخ القلسفة الاسلامية المعاصرة الا القليل عن فلاسفتها اليهود مما يرد
عرضا خلال الفصول ٠ ويرجع ذلك اولا الى الفهم الضيق لاصطلاح الفلسفة الاسلامية
التي نظر اليها كعمل خاص بالمسلم من غير أن يلتفت الى المضمون السوسيولوجي
الحضاري لامسطلاح «٠ اسلامي » ؛ وثانيا الى التعامل مع هؤلاء الفلاسنة كمفكرين ثانويين
بالمقارنة مع ٠ فلاسفة الاسلام » الرسميين ٠ من طبقة ابن سينا » وهى خطا في التقييسم
ادى .ليس فقط الى استبعاد فلاسفة حقيقيين من اليهود والعرب بل والى اقصصاء فلاسفة
مسلمين لا يقلون شانا عن اولئك الفلاسفة » ان لم يتفوقوا عليهم , كالملا صدرا الشيرازي: - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 83
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22314 (3 views)