شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 130)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 130)
- المحتوى
-
1
بها ومعها نزوعا مرضيا « للقديم » واستجابة للزوميات الاوضاع الاجتماعية
التي يتمتع بها ٠ المتعلمون مع الافكار والكلمات في بلادنا الفقيرة الامية ٠
بسطاء الناس في بلادنا يعرفون قيمة البندقية ويعرفون ان من يملك بندقية
يجب ان يملك لسانه معهأ والا صار اضحوكة إلاخرين ٠ يعرفون ان للبندقية
تقاليدها وحقوقها وواجباتها ومسلكيتها ٠ يعرفون ان البندقية في يد « الاطفال»
تقتل وفي يد , العقلاء » صون ٠ يعرفون ان البندقية في يد الشعب حرية وفي
يد السلطة قمع ٠ يعرفون ان البندقية في يد الثوار ثورة وفي يد غيرهم ارهاب
في احسن الاحوال والنيات ٠ اين اصحاب الكلام وادعياء المعرفة والنظريسات
من كل هذا ؟.
لقد تعود البعض قدبل « البندقية » ان يجمم الاعداء في سلة واحدة ويرجمها
بالكلمات ٠ وما اسهل أن صف الاعداء جميعا في سطر واحد اى فقرة واحدة
في هقال او كتاب ثم تنهال عليهم بالنعوت واللعنات » ولكن البندقيسة لا
تستطيع ٠ فحاملها لا يغفل من هم الاعداء ولكنه مضطر , لكون البندقية لا يمكن
ان تطلق في كل اتجاه » لان يختار الاول من بينهم لكي يركز عليه النيران ٠
هل كان عن الدين القلق هى , الاول » من بين اعداء الذين امروا بالقتل وخرضوا
عليه » يل الذين نفذوه ؟!! ان اعتماد البندقية اسلويا للنضال يحتم تضييق
« جبهة الاعداء » بلا جدال ٠ فهل كان « قتل » عز الدين سبيلا الى ذلك ؟ وهل
كان عز الدين حقا من الاعداء ؟!! ان البعض في قديم الزمان وحديثه تعود
« حرفة الكلام » , والكلام كما يقول بسطاء الناس يزداد كلما مضغته ويكيسر
كلما ابتل يريق الفم قما بالكم ببريق الدنانير ؟ والكلمة تجريد , والانتقال من
التجريد الى التجريد سهل ؛ فان كنت مخالفا في الرأي فائنت « مضلل » وان كنت
مضللا قأنت « متحرف » وان كنت منحرفا فانت , انتهسازي » وان كنت
« انتهازيا » فانت « تصب الحب في طاحونة الاعداء » . وان كنت « تصسب
الحب في طاحونة الاعدام » فأنت « جاسوس » او « عميل » ٠ وللتيسيط . ان
كنت مخالفا في الرأي فانت « عميل » وهكذا إن كنت عميلا فأنت عدو واخطر
من الاعدامء انفسهم ٠ والمقياس في كل ذلك هي « ذات » الذي سيصدر عليسك
الحكم » فيدينك اى يضمك الى اتباعه ٠
ولكن اعتماد , البندقية » شعارا وخطة لا يتحمل هذه الرفاهية الفكرية
والاستمتاع اللفظي ٠ فالرجل الذي يحمل البندقية يعرف ان عليه « ان قال فعل »
وان ادان نقذ ؛ وأن الطلقة ان خرجت من بندقيتها هي كالكلمة الصادقة . لا
تعود ثانية » وان الموثتى لا يقومون في هذا العصر وان قرانا على قبورهم الاف
صفحات النقد الذاتي ٠ لذا لا يتسلى الذين يجملون البنادق يالكلام , ولا
يسرعون بالاحكام ؛ ولا يخلطون بين العدى وبين الصديق ؛ ويحترمون القللم
والكلمة كما يحترمون البندقية فيحافظون عليها نظيفة لا تشوبها شائبة , - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 83
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)