شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 206)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 206)
- المحتوى
-
امون
انا كنت قد حملت لابني بعض الثياب » خرج من البيث وليس معه سوى بذلته التي
كان يلبسها » اعطيت الثياب للعسكري وذهبت دون ان اراه ٠ بعد عدة ادام ذهينا
الى الشرطة العسكرية قرب الجامعة ٠ وبعد الكلام اعطونا الاوراق ٠ حماناها
وذهبنا الى المزة ٠ هناك كانت النساء فوق يعضها ٠ ادخلونا بعد الرجاء والكلام
كل خمسة نساء سويا ٠ لم نتكلم معهم ٠ السجناء خلف الحديد » ونحن تذبعد
عنهم ستة امتار اى اكثر » والجميع يتكلمون سوديا » يصرخرن ويلوحون بالمناديل
وديكون ٠ وحالة لا توصف ٠ تكلم وتكلمت ٠ ولكني رأيته » واصبحت اذهب الى
المزة اسبوعيا ٠ وكل اسبوع تتكرر الحكاية ذفسها ٠ ثم توصلنا الى اتفاق كل
امرأة تتكلم دقيقة واحدة مع ابنها ٠ لكن الاتفاق لم يطبق فعلي! ٠ في كل مرة
كانت احدى النساء تستاشر بالحديث , ثم يعلوا الصراخ ٠ المهم انهم قالوا لي
لماذا لا يوقع على الاوراق ٠» قولي له ان يوقع فيخرج من السجن ٠ قلت له ان
دوقع »: ما قيمة الاوراق ؟ لكنه رفض ٠ كان يقول لي انه لن يتبرأ من الحزب
الشيوعي لانه ليس عضوا فيه ٠ قلت له بسديطة ٠ انت لست عضو! فماذا تخسر؟
قال اخسر كرامتي ٠ يا ابني ها هذه العقلية ٠ كرامته متعلقة بالتوقيع ٠ الكثيرون
وقعوا وكانوا اعضاء ٠ والله لا اعلم اذا كان عضوا , انا لست متأكدة ٠ لكنه
لم يوقع ٠ قلت له انا اوقع عذك ٠ فضحك وقال بسيطة ٠ بقي ثلاث سزوات ٠ هرة
طلب مني ان اذهب الى وزير الداخلية واقولله ان ابني سجين ؛ وهى فلسطيني
ولا علاقة له بشيء ٠ حاكموة أق اطلقوا سراحه ٠ ذهيت الى مددتب الوزير ٠
تستطيع ان تتخيل مبلغ الصعربات المتي واجهثها ٠ دخلت الى المكتب ٠ طبعا لم
ار الوزير » فنهن لا نستطيع مقابلة الوزراء ٠ كان هناك حاجب » اخبرته قصة
ابني وبكيت ٠ بكى الرجل ووعدني خيرا ٠ ولكن من اين يأتي الخير ٠ بقينا
هكذا ثلاث سنوات » وائا ادور من البيب الى السجن ؛ ومن الس.جن الى مكاتب
الحكومة ٠ لكن كل شيء له نهاية ٠ كان على ما اعتقد نهار الاثنين » صدايست
العصر وجلست على الشرفة ابكي ٠ كنت متاكدة انه لن يخرج ٠ قرع الجرس ,
فتحت الباب ؛ كان احد فتيان الحي يقف خلفه لاهثا ٠ قال لي انه التقى عز الدين
في رأس الشارع » وان عز طلب:منه ان يأتي ويخبرئي بأنه قادم ٠ خرجث مسن
البيث وتركت المباب مفتوحا ٠ ركضت في الشارع فرأيته ' كان يمشي ببطء 2
يلبس البذلة نفسها التي ذهب بها الى السجن ؛ حليق الذقن ويبتسم ٠ ادخلته
الى البيت ولم اره ٠ جاءت الناس لتهنثته بالخروج ٠ لكني فرحت ؛ قلت فرجت *
وبعدها صار يذهب الى الجامعة ويدرس ٠ انهى الليسانس وسافر الى السعودية ٠
عاش في السعودية بضع سينوات ثم عاد الى دمشق ٠ قال انه سدرسافر الىفرذسا
من اجل اكمال دراسته ٠ سافر ٠ اخذ الدكتوراه في الكيمياء وبقي هناك ٠ كنت
اكتب له بان يرجع ؛ لكنه لم يجاوب ٠ ثم علمت أنه يعمل معهم ٠ وعندما استشهد
الومشري خفت كثيرا ٠ قلت له بانهم سيقتلونك فاماذ! لا تود ٠ قال لا ٠ لا
استطيم ٠ قلت له اني اتمنى لى يدخل السجن ؛ هناك يرتاح بالي وهو يرتاح ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 83
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39460 (2 views)