شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 226)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 226)
المحتوى
فض
يهوبط عليهم النفق » تنقض عليهم الكوليرا » ويموتون دون ان نعرف لهم وجها او اسماء
وجنى منها ثائيا اقتلاع الجذور والاغتراب , فالسد الذي سوف يعود بالخير العميم على
مصر كلها لم يحمل لهذه البقعة الا الغرق :
‎٠‏ قال : حتفوت على بلدي بلانة
‏قلت : هي قبل أبى سنبل والا بعدها ؟
‏قال : يعدفسا
‏قلت : يمكن ‎٠‏ واشوف البيت اللي انث كنت عايش فيه ‎٠‏
‏قال مواصلا هز رأسه : ما حتلاقيه ‎٠‏ المية غطت كل حاجة ‎٠‏
‏رفعت عيني الميه عندما لمست رنة الحزن في صوته ‎٠‏ قلت بعد لحظة :
‏لكن الكل بيقولوا أن المعيشة في القرى الجديدة احسن بكثير هن القديمة ؟
‏قال : والنيل ؟ البيوت الجديدة بعيد عنه خالص ‎٠٠٠‏ النيل ضاع منا خسلاص ‎٠‏ مش
حنشوفه ثاني ابدا ‎٠8‏ ( ص لالالا ‏ لالالا ) +
‏« والنيل » صصرخة اسى واذعان لمقدر من الامور ‎٠‏ ضداع النيل منهم فضاعت القريسة
مركز اللحمة الاجتماعية » ومراكب الصيد ( شايف مراكينا ‎٠٠٠‏ ص 374؟ ) ؛ والارض
ص 55 ) ؛ اداة المتعيش والحضين الرؤوم ؛ ولم يبق الا الصخر الشحيح باي خير ‎٠‏
‏هذه هي الالة بالنسبة اليهم : اقتلاع جذور , طمس معالم والتشتيت في مختلف البقاع٠‏
هو سد مارب الثاني ‎٠‏ اصبحت حياتهم اسنة شان مياه النيل التي بعد جريان وعذوبة
تحولت الى ركود ‎٠‏ ماتوا مع النيل في بيوتهم المغمورة وها هم الان يعيشون جياة ثائنية
هي ظل للاولى ‎٠‏
‏انها ظل للاولى لان هذه الالة طمست معالمهم ولكنها لم تبدل قلويهم ‎٠‏ فهاهم لا يزالون
يحيون في عالم الاساطير والجن ‎٠‏ فجريس لا يزال يحيا عالمم الشاطر حسن ( ص 8١؟‏ )
والاحاجي ( ص 787 ) والاساطير ( ص 287 ) ‎٠‏ أما العم مهدي ربان الصندل فلا علم
له بساعة وصول الصئدل الى ابي سثبل لان ذلك « علم الله احذا في البحر ملك ايديه ‎٠‏
‏فيه ملايكة شايلين البحر على سلاسل وفي ايديهم كل حاجة » ( ص ‎5١4‏ ) , والاساطير
والقناعة ‎٠‏
‏انهم يعيشون في هذا العالم الذي دهمته الالة , لكنهم لا يلجون عالمها هي ‎٠‏ في احسن
حالاتهم يقفون على اعتابها ‎٠‏ فعالم الصندل صعيدي والغريب الوحيد فيه هى الميكانيكي :
»دول فلاحين ‎٠‏ الميكانيكي ابن بلد ولابس افرئجي » ( صن ‎٠ ) ٠٠١‏ أما فهمي واحمد
الصعيديان فيدعيان السيطرة على الالة , ( هن 73/4 ) , بيتما هما في الحقيقة خادمان في
مطعم حديث في ابي سنبل ‎٠‏ كذلك فقير تحضنه الالة من كل صوب ولم يدخل عالمها ‎٠‏ وامآ
جريس المتناظف الى ابعد الحدود فلا يامل من حياته اكثر من أن يصبح خادما في القاهرة
لدى الراوي ‎٠‏ الثوبة عالم السحر والقناعة والاساطير ومقلع العبيد والخدم , اقتلمته
الالة من جذوره ولم تبدله , وهو لم يط عالمها الا لماما ‎٠‏ فاصيح العدد الاكبر مته نكرات
وخدما بلا جذور » ولم يظهر الا نفر قليل وقف على اعتابها ‎٠‏ هذا هو العالم التقليدي لا
تاريخ
أكتوبر ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39471 (2 views)