شؤون فلسطينية : عدد 85 (ص 211)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 85 (ص 211)
المحتوى
55
استطع منع نفسي من النظر ‎٠‏ نظرت ‎٠‏ تخيلت انني سارى الدولارات المرفوعة الى الاعلى»
ومشاهد تشبه السينما » حيث يفلس البعض ويثرى البعض ‎٠‏ لكني رأيت الجميع يتحلقون
حول رجل يقف على منصة ‎٠‏ يحرك يديه ويتكلم ‎٠‏ حاولت قراءة الشعار المرفوع خلف
راسه فلماستطع ‎٠‏ قلت لا بد وانها الانتخابات ‎٠‏ انتخابات فرعية اى انتخابات حزبية ‎٠‏ هذه
هي الديموقراطية البرجوازية المزيفة ‎٠‏ يجرون الانتخابات في البنك ‎٠‏ تقدمت حتى التصق
وجهي بالزجاج ؛ رئيت عجوزا تنظر الي وتبتسم ‎٠‏ قلت لا بد وان انفي وشفتي قد انطبعت
على الزجاج بشكل مضحك ‎٠‏ وقبل ان اتذكر مشاهد مماثلة من طفولتي قرأت : « جمعية
السص الاميركية +“ لم اصدق , وهرولت الى الداخل ‎٠‏ كانت الرؤية في الداخل بالغة
الصعوية ‎٠‏ الناس يتدافعون ‎٠‏ بعضهم يريد الخروج ‎٠‏ والبعض يريد الاقتراب من المنصة'
وقفت في مكاني وانا اتلقى اندفاعات الاكتاف بابتسامة السياح الذين يرون في كل شيء
امرا طريفا ‎٠‏ كان الرجل الواقف على المنصة يضع البيضة في اذنه ويخرجها من فمه*
ثم اخذ ورقة كلينكس مزقها واعطاها لاحد المتفرجين الذي امسكها بيده ‎٠‏ قال البجل
مجموعة كلمات هندية » ثم طلب من المتفرج ان يفتح يده » فخرجت الورقة سليمةدون منزق
يصفق المتفرجون ويخرجون ‎٠‏ اخرج معهم ‎٠‏ واهرول الى مكاتب شركة الطيران » كي احجرّ
لي مقعدا في الطائرة الى بيروت ‎٠‏
كنت اجلس قرب نافذة الطائرة ‎٠‏ ومنذ اللحظة التي اعلن فيها بدء هبوطنا في مطارن
تيويؤرك + ]كنت احدق في كل شيء ‎٠‏ كانت الساعة في نيويورك تشير الى الثامنة مساء
حين بدأنا ألهبوط ‎٠‏ لم أر شيئا سوى الاضواء الحمراء ‎٠‏ اضواء لا تشبه اضواء المدن
الاخرى ‎٠‏ المدينة مضاءة بالمصابيح الكهربائية العادية ولا وجود للنيون الابيض ‎٠‏ لذلك
تبدى من الاعلى وكانها تشتعل بالاضواء *
وكانت نيويورك تحترق من الطائرة ‎٠‏ اضواء برتقالية مشتعلة في كل الاتجاهات ‎٠‏ وانا
احدق في جزيرة مانهاتن ‎٠‏ سألت الرجل الذي يجلس الى جانبي » ولكن اين هى تمثال
الحرية ؟ ‏ جميعهم يسألون عن تمثال الحرية ‎٠‏ ثم امسك بحزام مقعده وشده الى خصره
واغمض عينيه ‎٠‏ حدقت ؛ كان تمثال الحرية بعيدا وسط الميناء ‎٠‏ ولم استطع ان اراه الا
من الطابق رقم ‎٠‏ في بناية التجارة الدولية ‎٠‏ كان النصب محاطا بالماء من كل جنب »
وشعلة الحرية مضاءة والسفن تملا الميناء ‎٠‏ سألت سامية الحلبي » ولكن هل الشعلة
مشتعلة ‎٠‏ هذه شعلة كهربائية ‎٠‏ نحن في القرن العشرين ‎٠‏ ولكن النار ؟ ‏ نحن في
اميركا لا نعبد النار ‎٠‏ تركنا عبادة النار للمتخلفين * ولكنهم في ايران لا يعبدون النار*
لكنهم متخلفون » قال الاستان الاميركي ‎٠‏ ماذا تعني شعاراتهم المعادية للعلمنة » هل
تعرف ؟ انه الاقطاع الديني المعادي للتقدم والتحديث ‎٠‏
قلت انني,لا اعرف ‎٠‏ فانا لا استطيع ان اقول الذي اعرفه باللغة الانكليزية ‎٠‏ ابتسم
بلؤم اساتذة الجامعات وقال اذا اترجم ‎٠‏ تكلم انت بالعربية وانا اترجم ‎٠‏ فكرت ان المشهد
مضحك ‎٠‏ وسط جامعة كولومبيا في الشارع رقم 7 , سوف يترجم احد الاساتذة
للإساتدة الاخرين:زابي فى الشعارات المتخلفة ‎٠‏ بدأت اتكلم عن التبعية والاستعمار والتبادل
غير المتكافىء ‎٠‏ فبدت كلماتي قديمة على وجوه الاساتذة ‎٠‏ قلت ان كلامي لا يمكن ترجمته*
ولكن لماذا شوارعكم لا اسماء لها ‎٠‏ كيف ؟ ‏ مجرد ارقام قلت لهم ‎٠‏ ولكن كيف
نستطيع التحرك في مدينة كبيرة دون ارقام ‎٠‏ قلت لهم ان الاسماء اجمل ‎٠‏ مدينة بلا
اسماء ‎٠‏ هذه هي نيويورك ٠:ولكن‏ على مدخل شلسي اوتيل في الشارع رقم ؟؟ كان هناك
لوحة صغيرة كتب عليها ان ديلان توماس اقام في ايامه الاخيرة في الفندق ومات في احدى
تاريخ
ديسمبر ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36172 (2 views)