شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 62)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 62)
المحتوى
5
والسياسة والمذاهب الاقتصادية » مما فتيح الباب لمهاجمة مؤسسات ومعتقسدات
كانت تبدى راسخة مخلدة ‎٠‏ وقد اخذت ثورة العصر هذه اشكالا مختلفة تماما :
رومنسية وعقلائية ‎٠‏ اما العقلانية فتبدا بالفلاسفة الفرئسيين الى الفلاسفة
الراديكاليين الانجلينز » حتى تكتسب عمقا جديداعند ماركس » اما الرومنسية
فتمتد من بايرون ألى شوبنهور » فنيتشه حتى موسوليني وهتلر (0) ‎٠‏
رد الفعل ضد عصر العقل
كادت ان تكون السيادة للعقل مطلقة , خلال القرنين السابع عشر والثامن
عشر , فقد كان العقل هى المحرك للفكر , وللثوريين » كما كان الايمان بالعلم
وبالمستقبل » وبمثل الديموقراطية والحرية والمساواة والسلام ‎٠‏ كانت الراسمالية
تنمى ‎٠‏ والبورجوازية تصعد » وآفاق المستقبل تنفتح امامها بلا حدود ‎١‏ ويتجمع
وراء رايتها كل الشعب ‎٠‏ ولكنها بعد ان قادت عدة ثورات مظفرة , وامسكت
بزمام السلطة في العديد من البلدان » اى شاركت فيها بنصيب وافر » جلبت
معها ايضا الشقاء » بل والمزيد من الفقر والافقار للطبقة العاملة والفلاحين ,2
كما سحقت ازمات الراسمالية المبكرة تحث أقدامها اقساما عريضية من الحرفيين
والتجار والبورجوازية الصغيرة ‎٠‏ فكان الشك » خاصة تحت تأثير هيوم ‎١‏ ويدا
نقد العقل ‎٠‏ وفي سنة ‎١18١‏ قدم كانت مؤلقة الاشهر , نقد العقل الخالص » وقد
حاول فيه . بتحليله لطبيعة المعرفة » وقدرة العقل البشري ‎٠‏ التدليل على ان
العلم وطرق الميكانيكا والفيزياء الرياضيين تصلح لوصف العالم بينما هي تعجن
تماما هن الكشف عن حقيقة العالم ‎٠‏ فالعلم يقدم لنا وصفا صادقا للحوادث
الظاهرة اي الاشياء كما تبدى في الظاهر » وكما يسمح لنا تركيب عقولنا
واسلوب عملها اختبارها ولكن العلم ليس في وسعه اثبات شيء عن العالم
الحقيقي اى العالم في ذاته » وكما يبدى لعقل كامل » ومئزه عن كافة النقائص
كعقل الآله (6) ‎٠‏
ومعنى ذلك ان العالم الحقيقي اكثر اتساعا مما تصفه العلوم بطريقتهيبا
العلمية 2» وعلومنا لا تشمل ء, ولا تستطيع ان تشمل :. كل شيء ضسمسن
افقها ونحن نملك خبرات اخرى » خبرات الضمير والجمال والدافع
الديني ‎٠‏ وهي خبرات ‎٠»‏ برغم انها ليست خبرات علمية او عقلية بالمعنى
الصحيح ؛ وبرغم استحالة ادخالها في اطار الفيزياء الميكانيكية , الا انما
خبرات قوية وهامة لا يمكن اهمالها اى اعتبارها مجرد تصورات وهمية (/) ,
كما انها تظل مستعصية على الفهم » الى أن نفترض بان العالم في الحقيقة . هى
شيء مختلف عما يستطيع العلم البرهنة على وجوده ‎٠‏ ولما كنا لا نستطيسع
قط أن نعرف علميا حقيقة الكون في ذاته » وجوهره الحقيقي ؛ ولا يمكن ان
نتخطى في معرفتنا العقلية والعلمية الظواهر ؛ فلا مندوحة لذا من ان نعتمد على
تاريخ
يناير ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39477 (2 views)