شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 66)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 66)
- المحتوى
-
15
السبب الذي من اجله اطلق اسم الاكبر على فردريك ٠ )١4( ولكن بروسيا نفسها
عجزت عن الوقوف في وجه نابليونواصيبت بهزيمة منكرة فييينا 803ل مما كان
له اثره البعيد في البعث القومي » وفي الفكر القومي الذي سيطغى على اوروبا
خلال القرن التاسع عشن ٠
يضاف الى المؤثرات العميقة خلال العصر » والتي جعلت من القرن التاسع
عشر ؛ مرحلة بالغة التعقيد بالقياس الى القرن السابق له , اثر الدارونية التي
طرحت مفهوم التطور كمفهوم علمي ؛ وحركة الكائنات العضويية وتضورها
البيولوجي ٠ كجزء لا يتجزا من العلم الطبيعي » فكسرت الالية النيوتونية
وفتحت ثغرة خطيرة في تصوراتها الميكانيكية والآلية ٠ وأصبع دارون بالنسبة
للقرن التاسع عشر ؛ ما كان جاليليى ونيوتن للقرن السابع عشي ٠ )١١(
وكانت الرومنسية الثورية في البداية ثورة ضصد النظر الى العالم باعتياره
مجرد نظام آلي » وطبيعة راكدة باردة ٠ فالحياة والعالم وخبرة الانسان اكشثر
غلى ورحابة ٠
والواقع ان الفلسفة الالمانية الرومنسية والتقدمية كما عبر عنها فخته (15) ,
ومن بعده تلميذه شلينج » كانت قد طرحت جانبا الثنائية الفجة للمذهب العقلي؛
ثنائية المادة والروح » كما طرحت الشكلية الكانتية ووصلت الى دفهوم عضوي
حيوي للعالم بالمضمون الصوفي عند سبينوزا » مضمون وحدة الوجود ٠الوحدة
بين الله والطبيعة » بين العقل والعالم الخارجي ٠ وقد اضاف هؤلاء الفلاسفة
الرومنسيون الالمان : فختة وشلينج وهيجل الى مفهومهم في وحدة الوجود ٠»
مفاهيم النمى والتطور والتقدم ٠ هذا المفهوم الجديد لم يعد يرى في العالسم
مجموعة من الاشياء تحكمها العلل والاسباب من الخارج ؛ وتعمل بضبط الآلة »
بل كائن عضوي هائل وحي ؛ يتطور على الدوام بفعل قواه وقوانينه الداخلية ٠
هؤلاء الفلاسفة كانوا متشريين بعمق تراث الفكر المسيحي ؛ كما ورشوا الى
جانبه العقيدة العقلانية » عن اولوية العقل وقوته المطلقة » فاحالى! مقهومهيم
الجديد هذا عن التطور الى مجرد تطور روحي عقلي في الاساس ٠ )١7( امسا
هدف التطور عندهم فهى الحرية التي رأوا فيها مظهر الالوهية في العالم ٠
والحقيقة ان الاولوية التي اعطاها هؤلاء الفلاسفة التقدميين في الاساس للحرية
يعكس بصدق موقعهم الاصيل في السياسة والاجتماع ٠ فتصور العالم كعملية
98 وحركة ونمى وتطور , انما يرسم معالم النظام الاقتصادي الجديد
الذي كانوا يدعمونه , كما يمثل مرحلة اساسية في الانتقال من المفيوم
الميتافيزيقى الجامد للعالم الى المفهوم التاريخي والجدلي (18) ٠ وعندما جعلوا
من الحرية هدفا للتاريخ » فقد عبروا عن نزوعات البورجوازية الثوريية
والصاعدة التي كانت تتمسك بمبدا الحرية في الاقتصاد والاجتماع والسياسة٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 86
- تاريخ
- يناير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39477 (2 views)