شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 69)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 69)
- المحتوى
-
>15
ويشتد » ووجد في تيارات الرومنسية وشعراتها ومفكريها حليفا ومطية في كثير
من الاحيان ٠ فمن السهل ان تتبدل المشاعن ء وتفقد العاملفة اتجاهها دون قيادة
العقل٠ لذلك تحول كثيز من الشعراء الرومنسيين من امثال كوليردج ووردزورث
من الحماس الاول للثورة الفرنسية » الى الاشمئزان والنفون نتيجة الصراعات
الدموية ؛ ونتيجة الحملات البونابرتية التي اصطدمت بنمى وتفجر المشاعزالقومية
الوظنية على الصعيد الاوروبي.كله ٠ وكان الايسر للقوى الرجعية السياسية
والدينية ؛ التي عجزت عنمواجهة سلاح العقل » أن تجد ضالتها في مناشسدة
الغرائز » والعواطف والقلب البشري ٠
لقد قلبت القوى المحافظة فلسفات التاريخ الثورية والتقدمية , ومفاهمييم
الرومنسيين عن النمى والتطور الى ادوات لوقف كل نمى » ومناهضة كل تطور
وتغيير ٠ جدل التاريخ الذي يعبر 'عن منطق حركته وتقدمه عبر مراحل يقود كل
منها الى ما يليها صوب الحرية ٠ وهى الجانب العبقري في فلسفة هيجل
للتاريخ ٠ والذي سيكون له ابعد الاثر في الفكر البشري التقدمي على يد اليسار
الهيجلي ٠ هذا الجدل » والمفهوم المتاريخي الجديد » استفل اسوا استغلال من
جانب المحافظين اعداء التنوير والثورة * فقد استغلت « المدرسة التاريخيسة
الوطنية » في المانيا هذا المنطق لتبرير كل ردة تاريخية » ودعسم كل نظام إى
مؤسسة اى دولة مهما كانت رجعيتها ٠ اضبح المفهوم الهيجلي » عن التفتح
والحركة في التاريخ يعني لدى رجال هذه المدرسة تبرير المحافظة والثشسنات
والجمود تحت شعار « دعه يعفل » بمعنى مئع اي عمل ثوري او تدخل من جاتب
قوى التغيير » حتى تتاح الفرصة للنمى الطبيعي والتفتح » والتغير من الداخل,
من الذات ٠ وبذلك استبعد العقل كقوة للتغيير والحركة » وتجمدت الاشكال
الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ؛ ووجدت الرجعية تبريرا لجمودها ولناهضة
قوى الثورة ٠ واصبح سافيني هو الداعية النظري والرسمي لهسذ! التطبيئق
الجديد لمذهب ونم الرومنسي ٠ في مصلحة المحافظة والرجعية والثورة
المضادة '٠١ )٠١(
بهذا المنطق إصبح الحاضر مشدودا! الى الماضي » واكتسب الماضي اهمية
مطلقة. » واصبحث محافظة الامة على كيائنها المستمد مسن الماضي , تعني
الجمود بل الارتداد المى هذا الماضي » فليست الامة اليوم سوى امتداد للامنة
الازلية » وهي في حاضرها انما تجسد ارث الماضي * واصبح هذا الفكر مو
جوهر مفهوم القومية الرجعية » الذي سيكتب له الغلبة والسيطرة خاصة فسني
النصف الثاني من القرن التاسع عشر * وبذلك انقلب المفهوم اللرومنسي عن
النمى والنضج من الداخل الى قوة محافظة ومناهضة للثورة ٠
وقد بدا بالفعل رد الفعل الرومنسي منذ احداث ١44 الدامية في فرئسا , - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 86
- تاريخ
- يناير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39477 (2 views)