شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 70)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 70)
- المحتوى
-
1/6
وسقوط اليعاقبة واعدام روبسبيير ٠ بدات خيبة الامل » وموجة الياس ٠ بعد
الآمال التي انعشتها الثورة المجيدة ٠ وجاءت الاحداث التالية حتى سقوط
نابليون » واستعادة اقطاب الرجعية في الحلف المقدس لزمام السلطة والسطوة,
ليزيد من خيبة الامل عمقا واتساعا ٠٠ فكان الانسحاب الرومنسي من حاضر
مؤلم الى ماض موهوم ؛ يبدي هى الحل الافضل , وبالاخص بالنسبة للطبقات
الوسطى الحائرة والمسحوقة ٠ لقد خفف الكتاب الرومنسيون ضغوط الحاجات
الانية بالرجوع الى الماضي » وبعث الكنوز العظيمة التي ابدعتها عبقرية الازمان
الغابرة ٠ فاخضعوا! ارادة الاحياء وضمائرهم لارادة الاموات ٠» )١١( بعثت من
جديد افكار ومعتقدات كانت موجة العقل قد كسحتها ولكنهم اشعلوا خيال اورويا
وملاوًا عقولها بالاشباح وذكرى القلاع القديمة » وقلوبها بالعظمة والمجد ٠ ردوا
الاعتبار لكل قديم , حتى روما المقدسة في العصونر الوسطى » ووجدوا قلسي
ميشواوجيا الشعوب معيثا لا ينضب » وتحمسوا للعرق النقي » كما فعسل
مولرفي حماسه للعرق والدم ٠
ان الماضي ٠ في اعين من تأخذ بخناقه ازمات الحاضر وهمومصه , يكتسي
بهالة من الابهة والجمال الرومنسي ٠ مهما حمل في طياته من قبح وقذارة ٠
وتتلفت الطبقات والفثات المسحوقة والتي ترذح تحث وطاة اليأس وخيبة الامل ,
الى مثل الحرية والاخاء والمساواة وهي المثل السامية لعصر العقل والاستنارة,
فلا تجد مهربا سوى المى الجنة المفقودة في الماضي ٠ زمان الدعة والاستقرار
وتهيم اعجابا بجمال العصور الوسطى الغابر ويبدى الملوك في ابهة الملك » وبرهم
كل ما اقترقوا من مظالم ويشاعات , برونق اخاذ ٠ في اعيسن الرومنسيين
الحيارى ؛ وحتى رجال الدين تفتقر لهم خرافاتهم وخزعبلاتهم ٠ ولا يبقى من
ذكراهم سوى الكاتدرائيات البالغة الروعة والجمال التي خلفوها وراءهم ٠ وقد
خلق الفن القومي فيالناس ميلا الى معتقدات الماضي وطقوسه » وبعثفت
الكاثوليكية من جديد في المانيا وفرنسا , وهي مدينة في هذا الاحياء لاجواء
الخيال والهيام با ماضي والحنين المشبوب الى جنان العصور الوسطى مما
اشاعه الرومنسيون الرجعيون ٠
اصبح المثل الاعلى المتمثل قي الانسان الطبيعي والحياة الريفية الوادعة هما
البديل عن مثل العقل والتقدم , والشغل الشاغل للعقول والقلوب في القسرن
التاسع عش ٠*٠ والتي ملأتها اوهام الرومنسية واحلامها أضيح الفلاح الساذج
والوادع يجسد اعظم الفضائل في المجتمع , في مواجهة بؤس العامل الاجير »
وموجة التصنيع والحضرية القاتلة !! وارتفع الى مصاف الامل الذي ترنى اليه
وتتطلع الرجعية الجديدة » من الاقطاعية المهذبة » على يد طبقة من الفرسان
السمحاء ٠ وجاء مترنيخ ليعدد بمختلف الحجج مزايا الامير القدير والمدرب »
الذي تحيط به كوكبة من النبلاء » الخلصين ٠ وتغنى البعض بقناعة العسور - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 86
- تاريخ
- يناير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59403 (1 views)