شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 74)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 74)
- المحتوى
-
41
الحقيقة الى جذر اجتماعي واحد , مهما اختلفت العقائد والثقافات والممارسات
الدينيية الطائفية » كما انها تنهل من منبع واحد ٠
ولقد شهدنا كيف امتدت شرايين الحياة الاوروبية الجديدة في عصر العقسل
والاستنارة ؛ لتمد الجميع بالدم الجديد » وبنبض الثورة الفكرية والسياسيةالتي
اجتاحت اوروبا خلال هذه المرحلة » وكيف انعكس الاصلاح الديني المسيحي ,
وموجة العقلانية والليبرالية السياسية في حركة الاصلاح الديني اليهودي خلال
القرن الثامن عشر ٠ وقد تمثلت في حركة الاندماج القومي والذوبان الشاملة ,
والتي اصبح لها السيادة بين طوائف اليهود الاوروبية خاصة في الغرب » وقد
كان لليهود بجميع فئاتهم وطبقاتهم » وبالاخص البورجوازية اليهودية اسهامها
البارن في حركة الثورة « الاوروبية »,2 وبالاخص في ثورات ١187و 1848 في
النصف الاول من القرن التاسع عشر ؛ وفي حركة المطالبة بالحقوق المدنية
والمساواة بين الجميع » والتي آتت ثمارها في التشريعات التي توالت خلال هذه
الفترة في اعقاب الثورة الفرنسية » وفي جميع دول الغرب , كما شملت جميع
الديانات والطوائف وعلى راسها اليهود ٠
لقد اصبح اعتناق المسيحية » كتعبير اقصى عن نزوعات الاندماج والوحدة
هن الاموىر الشائعة بين اليهود المتحررين » خاصة بين الطبقات الوسطى ؛والذين
كان لهم دورهم البارز في نفس الوقت في دفع حركة الرومنسية خاصة ذ
المانيا ٠ فقد اعتئقت المسيحية على سبيل المثال راشيل ليفين مألاها اهطءة8
روكلا لاا "لما ) وهشرييت هسرتن 1612 فننعارموط ( 4كلا١ا 18409 )
وكانت صالوناتهما تسيطر على الحركة الثقافية في برلين » كما اعتنقها ايضا
المؤلف الموسيقي فيلكس مندلسون 58دؤ5واع50ها/! »اام برلا ٠
ومع الانقلاب الصناعي وانتشار المكننة » وتفاقم المعاناة بينجماهير الطبقة
العاملة والشعب لتزايد حدة الاستغلال وتكدس الثروة »وتفاقم الصراع كنتيجة
لذلك ٠ بين البورجوازية التي ارتفعت مداخن مصانعها تشق الفضاء , والشعب
العامل » يضاف اليه فشل الثورات الليبرالية في مطلع القرن ؛ وخيبة الامل في
شعارات الليبرالية ونداءاتها ٠ لهذه الاسباب مجتمعة تعاظمت موجة الرومنسية
الرجعية السياسية والفكرية والدينية كما راينا تعبيرا عن الضياع وفقدان الثقة
في العقل والياس , الذي تردت اليه جماهير الطبقة الوسطى بوجه الخصوص ,
تاك التي كانت تسحق يوما بعد يوم تحت اقدام البورجوازية المكتنزة » المسيحية
اى اليهودية لا فرق ٠ كان لا بد ان يفرز هذا الصراع غير المتكافىء والسردة
الغالبة على الساحة الاوروبية السموم والغيبيات التي تخفي حقيقة الصراع
وتسلب الوعي ٠ منذ ذلك الحين بدأت في الانتشار الافكار اللعرقية » ومعاداة
السامية ويعنيذا في هذا السياق انتشار مفهوم « غير المسيحي ٠ 6156180موالا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 86
- تاريخ
- يناير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39478 (2 views)