شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 98)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 98)
- المحتوى
-
34
ارتدى الملابس المدئية » ومنهم من كان في بزة عسكرية ٠ وتميز بينهم رجل
فارع الطول ؛ احمر الشعر ازرق العينين ٠ صقلبي تقاسيم الوجه وتقاطميع
البدن ٠ وعليه كسوة من القرى السميك ؛ وفي يده سوط من الجلد ٠ كسان
يذرع الغرفة ذهابا وايابا » وينظر الى الماثلين امام الضابط شزرا ٠ وعلسى
الطاولة الواسعة » الى جانب الضابط . يضم افراد » وبين أيديهم اوراق
وملفات ٠ والناس في العراء ٠ والبرد القارس ينهش اطرافهم حتى الجوائح ٠
في العاشرة » بدأوا ينظمون الناس في طوابير من اجل ادخالهم على الضابط ٠
وأحتار الناس في امرهم : ايتسابقون ٠ كالعادة » الى اول الصف , فيقضون
امرا كان مكتوبا ٠ ويتقون شر البرد ٠ ام يتحملون امبرد » دفعا لشر المواجهة
وتاجيلا للقضاء المحتوم ٠ ازفت الساصة ٠ اصبحناء اخي واناء
على مقربة من مدخل الغرفقة ٠ العيسون شاخ ة الى شباك
مطل على ما يجري في الداخل ٠ يمشل المرء امام الضابط ,
يعطي اسمه » فيقلب المساعدون اللوائح التي في ايديهم ٠ فان عثرى! على قيد له
بدأ التحقيق ٠ والا امره بالانصراف ٠ فيخرج من الباب الخلفي » ويهرول الى
بيته ٠ اما الذين ادرجت اسماؤهم في اللوائح ٠ فيطول التحقيق معهم٠ اسماؤهم
وافعالهم ونشاطهم ٠-٠١ الخ ٠ وان بدا الشك في صدق كلامهم » تولى امرهم
صاحب السوط ٠ ويعلى الصراخ والتوسل ٠ والمخبر في ركن من الغرفة »يؤدي
المهمة عبر حاجبي عينيه ٠ ويصدر الحكم , والكلام في الاعجمي ٠ فاما أن يدفع
الواحد نحى الباب الخلفي برفسة شديدة » وأما ان يقاد من شعره الى غرفة
أمجاورة ٠ لقد اتضيح الامر ٠ الناس فئتان : ناجية وهالكة ٠ والناجون يطلق
سراحهم ٠ ويؤمرون بالعودة » سريعا ٠ الى بيوتهم » والتزامها دون تجول ٠
والهالكون يحتجزون في الغرفة المجاورة » ومصيرهم على كف عفريت ٠ فكروا
في السجن والاعتقال » اى بالتوقيف لمزيد من التحقيق » وجلاء الامور ٠ ولكن
أحدا لم يطرا على باله ان المسألة تتعدى كل ذلك , الى الطرد والابعاد ٠ وخابت
الامال٠ جاء دورنا ٠ فدخل اخي اولا ٠ ووققت انا على الباب» ارقب عن قرب ٠فما
ان ذكر اسمه , حتى انهال عليه الصقلبي بسوطه ٠ كان عنيدا جريئا ٠ لم
ينبس ببنت شقة ٠ ورايته يكاد يختنق كيدا ٠ والسوط يرتفع ويهوي على رأسه
وبدنه »“لم يجروا معه تحقيقا ٠ دفعوه الى غرفة المحتجزين دفعا ٠ فارتطم انفه.
بالباب » وسال دمه ٠ عرفت ماذا ينتظرني » ودخلت ٠ الا انهم اكثفوا مني
بالدفع الى داخل اللغرقة ٠ وقعت على وجهي بين الناس القاعدين على الارض '
امتثالا للاوامر ٠ واغلقوا الباب علينا ٠ وقعدنا ننتظر القادم الجديسد الينا ٠
صرنا حوالي العشرين ٠ وعند الثانية بعد الظهّر » فرغت الساحة » امرونا
بالنهرض » وخرجنا بانتظام » بين صفين من الجنود الى الشاحنة ٠ ولم اصدق
ما راته عيناي ٠ كانت امي ٠ برفقتها جندي صهيوني , تنتظر عند الشاحنة ٠
وكان دمعها على عرض وجهها ٠ صعدنا الى الشاحنة . وتحركت بنا ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 86
- تاريخ
- يناير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39478 (2 views)