شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 219)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 219)
- المحتوى
-
55165
07-7
كنا نسير على رسلنا في الاعقاب الموجلة للجيب , الذي ابرن كل مقدرته اللولبية في
القفز على اريع من فوق تلك الحفر كلها والاوحال الكثيرة » التي أجبرت بعد كل تلك
الاجيال الهادئة المتعاقبة من الاقدام العارية وحوافر الحمير , ان تخمل ندبين ينزفان وحلا
وصمتا ».على امتداد طولها ٠ اطلاق الثار لم يعد يسمع , اللهم الا برهة هنا وبرهة هناك ,
عرضا » ولى انك كنت هنا وحدك » وتوقفت عن المسير » ثم اصغيت قليلا لكنت بالتاكيد
تسمع كيف كانت شفة الارض تتمصمص » وتشرب وترضع وتلعق الماء. بهدوء » وكيسف
كانت بقايا احزان الخريف الجاف المروع تختفي وتتهدد باستسلام كالاغفاء اثناء
الرضاعة ٠
واخيرا » وهين اعتدلت الطريق وهدات من كل تعرجهاتها ومراوغات تبخترها , السافرة
شبرا فتحجيه شبرين باسيجة من صبار وسنط » واغصان مغروسة ومتداخلة في ثنايا
سلك شوكي قديم صديء ؛ واصبحت وبكل بساطة طريقا ترابيا يؤدي الى السهل .ب توقفت
سيارة الجيب ؛ والمدفع الرشاش المثبت فوقها كان من المفروض أن يؤمن الطريق الممتسد
بطوله الى الامام ؛ بيثمنا ننطلق نحن وندخل الاكواخ والباحات لتفتيشها ٠ ونظرا لذلك »
فليس اسهل .عليك من ان تتجاهله / بيساطة. » تنكره. فما كان يهمثي هو ان الامر'قد
بدأ. ٠ كنت اتؤق الى ساعة تبدى لي فيها الامور على غير ما تبدى للجميع ٠ بالنسبة لي »
يريحني ان اكون مع الجميع ؛ واكره ان اشعر خلاف ذلك » ولا اريد ان أكون مميزا. عن
الجميع بأي شيء ٠ في الياية دما خبية آمل كبيرة ٠ وكل صدع تاف يتكشف ويفسر
فاه ويشرع بالصراخ ٠ امسكت ثفسي وجرست ١ :
كان يبدى انه لم يسكن تلك الاكواخ احد منذ زمن ابعد مما يكون بالامس اى أول حمسن
امس ٠ محاصيل خورف وغلال اشاعات سوء حصدت ارتباكا في غين اوانه » وتخبط دودة
سارعت الى استباق حتفها ٠ نركل الخوخة التي تتوسط البوابة الخشبية الكبيرة في اسوان
الطين ٠ وندخل المباحة المربعة التي تتوسط كوخا ,على ضيلعها من هنا وكوخا آخر على
ضلعها من هذاك ٠ احيانا » وحين كانت اليد تطال والفرصة تواتي ؛ بادر هؤلاء واضافوا
كوخا .طينيا فوق سقف بيت البئر » ثم شذبوا كرما اى كرمين واقاموا لهم .عريشةة'2» بل
واحضروا الحجارة"الاسمنية .» التي ليست في حاجة الى تبييض » دان كانت اطرافها غير
متقئة الصنع كلها علئ الاقل ٠٠ شجيرات فلفل وباذنجان خريفية تنتنت الى الاسفل بين
الاعشاب ؛ وتعفنت عند الصنبون » ورود برعمت في جمهرة اعشاب دنيا توحشت وتطاولت»
ومسازب مدت الى مكان داخل الكرم ٠ ركلة اخرى واستعراض لا مبال داخل دان خلت من
ساكنيها » ومخزن تراكم الغبار فيه فوق بيوت العنكبوت الجاذبة كما لى كانت دهنية *
جدران حرصوا على تزيينها بشتى الوسائل ؛ مسكن مبيض بالكلس واسع الافريز مدهون
بالازرق والاحر للزينة » في اعلى الجدران اصاغر مجد معلقة ٠ بقايا اهتمام سقطت على
الارض ؛ وآثار حكمة نسائية بنت لها بينها » وتحرص على تفاصيل كثيرة فات
اوانها , نسق كان مقهوما لشخض ما » ؤوفوضى وجد فيها شخص ما رجليه ويديمه,
لراحته ؟ بقايا أوان جمعت واحضرت حسب الهاجة والمناسبة » ترتيط يافراح واحسزان
خاصة جدا » وغريب لا يقهمها , ابلاء تتكشف عن تعودها , انماط حياة فقدت معناها , كد
صار الى نقيضه , بكامة كبيرة » وممعنة حطت على الحب والضجيج ؛ والكد ؛ والآمال ,
والساعات الجميلة وغير الجميلة ب جثث إن تصان الى قبرها ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 86
- تاريخ
- يناير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10602 (4 views)