شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 220)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 220)
- المحتوى
-
لض
الا اننا كنا قد تعبنا من مشاهدة مثل تلك الاشياء , ولا قبل لنا لمثلها ٠ نظرة واحدة ٠
وخطوة خطوتان تكفيان للباحة ؛ للبيث » للبئر » للماضي وللجاهس وصمتهما الصغي ٠
ولي أن ثمة شاعوبا مهملا اى طورية صالحة ؛ اى مفتاح مواسير مهما وجيدا- كانت لا تزال
تغري يرفعها » وتقييمها باليد » تقييم ابتياع واقتناء ؛ وتقبيم اشياء تجمل ان تكون في
مكانها » بل وتثير الرغبة احيانا » وبالمناسبة » في اخذ موتون البثر والانابيسيب » خمس
انشات , والقرميد من اعلى ؛ والاجر من اسفل ٠؛ والالواح الخشبية ( فدائما لها ثنمسة
استعمال في فناثنا ) ب ونقلها الى البيت » وثمة متعة مدغدغة جدا في اقتناص المتعصسة
السهلة » والاثراء دفعة واحدة , بان ترفع مشاعا وتجعله ملكا لك » ان تغتصب لنفسك ,
وسرعان ما راحث المشاريع ترتسم , منها وبها , وقد اصبح واضحا ما الذي يمكن فعله
في كل ذلك وكيف لو لم نكن حتى الآن في كثير من القرى » وجمعنا ورميئنا وحرقنسا
ودمرئا الى ان عافت نفوسنا ذلك فتناخذ الطورية حالا اى الشاغوب المناسب المتروك ,
ونرميه علىالارض بازدراء ؛ لى نصوبه على ما امكن من الاشياء التي سرعان ما كانت
تتناثر قطعا مهشمة , فنتحرى من الاهانة في عدم استعماله بدمار ملمورس ٠ هرة واحدة
والى الابد » فينعدم صمته وينقطع *
وفي المقابل » فائنا عندما ابتعدنا ووصلنا الى الكروم المحاذية للقرية . مثلت لنا
الشواهد في الباحات والبيوت التي كانوا قد هجروها قبل وقت قصير ' فالفراش كان لا
يزال همدود! . والناىر بين الاثافي لا تزال“تداخن » والدجاج ينبش النفايا برهة وكان
شيئا لم يكن ؛ ثم يفر زاعقا كالذبيح ٠ كلاب تستروح مرتابة » تقترب ولا تقترب » تنبح
ولا تنبح ؛ والادوات التي كانت في الحديقة لا تزال بكامل انهماك حياتها ٠ والصسمث لم
يأت بعد الا كالذهول والدهشة » وكان الامر لم يحسم بعد / وقد يعود الى سابق عهده ٠في
احدى الباحات كان كثمة حمار يقف منتصيا ومن فوقه اكداس » تنقلب وتسقط على الارض ,2
فرش والحفة ملونة , كان طبل الرعب قد دق اثناء تحميلهاا الخاطف « ها هم
يغشونك ! » وصرخ : الى الججيم كل شيء » اهربوا ! وفي الفناء المجاوي » حيث كان ثمة
حاكورة خضروات في طرفه ٠ اشثال بطاطس مدللة متللة جميلة , كانت لدانة تربئها
واخضرارها الناصع تدعوانك وتدعوانك لان تعود الى البيث بسرعة وتعكف على زراعسة
البطاطس الجميلة في ذلك الفناء المجاور كان ثمة خروفان يلتصقان ذاهلين في زاويسة
السور ؛ حائرين تماما ( شاهدتهما بعد ذلك يثغيان فوق سيارتنا الشحن » وجرة الميساه
الضخمة كانت تنكفيء على العتبة » تنضح بقايا مياهها مستسلمة في بركة نصفها داخل
الغرفة والنصف الآخر خارجها ٠ وبحد هذا الفناء مباشرة كانت ثمة قطعة ارض محروئة
حديثا ثم تليها ضواحي القرية ٠
وما ان خرجنا الى الطريق » حتى راينا جملا محملا بالادوات المذزلية والفراش قبالتنا »
ورسنه مقطون الى برذعة حمار يسير امامه » محمل هو الآخر بالادوات المنزلية » وغرابيل
كبيرة واكداس ثياب » كان يقف ويقضم من الاعشاب التي كانت تحث سياج السنط بمتعة
فائقة » وهى يفوص في خصبها بازدراء كامل لشريكه في الحبل , الذي كان يرقع رأسه
الصغير الى قمة عنقه برعب , ثم ينتحي به الى الخلف ما استطاع ؛ كما لي كان يتفادى
صداما » ثم يقذف من داخله غرغرةحقد» ورغاء فزع » وهى يندف رائحة عرق جمال دهنية
كريهة ٠ تحفن لمشهد الجيب حالا للتحرك والالتفاف والهرب » لولا حبل الرسن المشدود الى
برذعة الحمار » قراح يشده ويهزه بقوة متزايدة ؛ الا ان الجمار لم يعر ذلك الاضطراب
الابلي انتباها » ولم يلتفت الى شيء ٠ سوى تغذية نفسه بشهية ١ قفز شاؤولنا حالا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 86
- تاريخ
- يناير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39471 (2 views)