شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 223)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 86 (ص 223)
- المحتوى
-
اررض
« دعك , دعك » , احتج اربيه » الابر عندكم هكذا بسيط , وانا اقول لكم انه خطشا
وسوف تذكرون ما اقول ! » :
حين توقفنا في ظل جميزة ضخمة , ممتلئة » غيل مستديرة المعيط » بل مكتظة كنجسة
غير متساوية الأطراف 2 وكل اوراقها المتساقطة تتعفن تحتها » ترقسط الارض يطحالب
صغيرة ؛ بخواتم نور صغيرة » كانت القرية قد أصبحت مكشوفة من تحتنا » باحات
باحات ٠ بعضها بيوت حجرية واكواخ طينية في غالبها » وهاوية اسقنجية لصمت هاثئل »
حتى. ان اصؤاتنا ., وطلقة هنا وطلقة.هناك ؛:ونهيق حمار في مكان ما , والتي تمزقت كلها
الى صيحات , وكذلك ازين جهان اللاسلكي غاصت كلها كذرات ضغيرة فيها سرعان ما
اختفت دونما اثر' .٠ شرعنا في تقشير انفسنا من ثياب الشتاء الدافثة , وتدبرنا امزرنا
لراحة ؛ بيئما كان مويشي يستكشف السهل امامنا » وليس لاستقصاء جماله بالطبع ,
اشعلنا السجاش , اكلنا البرتقال وثرثرنا بشتى الامون » وكنت لا اذال اشنعر جيدا كم
غريب انا هنا » وينكرني مكاني ٠
« يهربون » يهربون ؛ » قال مويشي ٠ ١ شدوا العريات ؛ وحملوا الجمال » ويهربون ٠6
« ائذال » ٠ قال شموليك , « لا دم فيهم للاقتتال » .
« اين ! » قال يهودا , وهى ديك يافع ويسعى للظهور كاحد الديكة العتيقة في المزرعة ,
يفضر بالفلاحة » والمدحلة الممهدة , والمحراث القرصي , والمازوت ٠ ولشدة الثقة بالنفس
فانه لا يجهد نفسه بلفظ « الراء » الا كما يلفظ « الحام » :م « الاصح واضح », قال
يهودا » دونما تنميق « ليس لهم اي قدرة على الصمود ! » نقخ شفتيه ذافعا ذقنه الى
الامام ٠ 1
وهنا صعقنا صسوت انفجار قوي مفاجىء وعمود دخان ابيض تعالى من اسفل' القرية
ياضطراب ( وسرعان ما طغى الصمت يطمس الضبجة ٠» وليس المفاجأة ٠ (
وحين نظرنا الى مريشي ' قال ان فرقة التدمير قد باشرت عملها ٠ اما تحن ؛ فاننا
مقبلون على انهاء مهمتنا ٠ 1
« كل ها هنالك ؟ يعني اننا لم نفعل اليوم شيئًا ! » قال غابي كابحا ثفسه , وخشرن
المدفع الرشاش ٠
تتابعت في 'الحال قذيفتان ضخمتان بدتا كما لى كانتا مثانتين تنتفخان بسرعة قصوى
وتنفجران » يندفع عالم من الصمت المدوي ويعود فينصب في حفرة كبيرة كانت قد افرغت,
غير ان صوثت القذيفة كان بالنسبة للهاربين كتدفق الماء الى بيت نمل » حيث كنت تستطيع'
وبلا منظار تميين ارتباك متزايد » واخدفاع مستعجل ٠ وكانت تسمع اصوات بديدة واصوات
اخرى من القرية التي كانت حتى الان ساكتة , اصوات عويل » واصوات فزع وبعض
الطلقات ٠
والآن وبعد أن تدبرنا امرنا بمثل هذه الراحة في ظل الجميزة » وزن مويشي الامور
وارثاى انه من الافضل لنا ان تغادر هذا المكان ونتجه الى مسلك صغير بالذات » كسان
مسيجا باشجار غعذاب متقصفة ؛ كانت قد اعوجت اغصانها التي تبقث بشكل غريسب
وتشعبت في الفراغ باشواكها الكثيفة واوراقها القليلة ٠ وصلنا نهاية الشعب قوجدنا هناك
قناة صغيرة محفورة بعرض الطريق تركت مهدمة من جانبها » فافارت السخرية مسن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 86
- تاريخ
- يناير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39471 (2 views)