شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 5)
- المحتوى
-
ادوار سَجيد
فضية اندرويوخ في اطارها الداخلي
تحمل استقالة أندرويونغ دلالة مركبة على المدى الذي قطعته قضية فلسطين داخل
المجتمع الأمريكي المعاصر . وانه لخطأ , على أية حال ؛ تبسيط النظرة الى الاستقالة ,
على أنها مجرد برهان جديد على التحكم الصهيوني بالمجتمع السياسي المعاصر في
الغرب . على أن أندرى يونغ , في تصريحاته التي أدلى بها في الخامس عشر من
آب(اغسطس) الى مراسلي البيت الأبيض ٠ بدا وكأنه يقول إنه بسيب عدم اتفاقه مع
سياسة الولايات المتحدة حيال منظمة التحرير الفلسطينية . وإنه بسيب كون تلك
السياسة محل اتفاق بين الولايات المتحدة ويين إسرائيل بشأن ٠ المنظمة » , فانه كان
باستقالته يستسلم أمام الطرح الصهيوني أساسا لقضية فلسطين . أضف الى ذلك انه
توفرت الى جانب هذا كله , الناحية التقنية للمسآلة برمتها . اي لجهة ما هو في وسع
سفير أن يفعل أو لا يفعل . ليس في مضمار العموميات السياسية فحسب ٠ بل
وخصوصا في تلك المجالات ذات الاصداء المحلية الواسعة .. وفي هذا الاطار أيضا , كان
هناك إقرار من جانب يونغ ٠ بآنه حينما تمس السياسة الأمريكية باسراكيل , فان
شخصية أمريكية لامعة وراءها قطاع انتخابي عريض ٠ كيونغ نفسه , كان يتبغي ان
تكون جاهزة لتحمل مضاعفات خطيرة ٠ إذا ما بدا أن هناك مساسا ما , بأية طريقة ,
بالمصالح الصهيونية .
لكن الأهم بكثير هو ما قاله يونغ للمراسلين من أن التجرية التي مريها لم تروعه ,
وأضاف ٠ لقد جئت اليكم لأنني لم اخضع » . يبدو أن القضية الصهيونية طالبت
بضحية : ويبدو كذلك أن الرئيس الاميركي كشف مرة أخرى عن وهنه وعجزه بتضحيته
بقيادي أمريكي أسود ( وصديق شخصي مقرب من الرئيس نفسه ) أمام الضغوط
الوقحة التي تمارسها على الحياة السياسية الأمريكية ؛ فلسفة سياسية طائفية متعصبة
ضيقة الأفق : وصحيح أيضا وأيضا ان اجتماع يونغ العادي بممثل منظمة التحرير
الفلسطينية في الأمم المتحدة زهدي الطرزي قد نال القصاص باعتباره انتهاكا شديدا
لسياسة الولايات المتحدة المعلنة , وباعتباره كذلك خرقا لأحكام مرحلة ما بعد ووترغيت
التي لا تقبل من الشخصيات الرسمية اذا كذيت ان تضبط متلبسة . لكن الحقيقة أن
يونغ أضاف الى خصائصه ومآثره موقفا مبدئيا ذا طابع مستقبلي فيما يختص بحقيقة - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39467 (2 views)