شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 32)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 32)
- المحتوى
-
>5١
ف وسطهم . اريد ان اضرخ : ٠ انا فلسطيني . انا عربي مثلكم»: منذ وقت ليس ببعيد كان
ألكم ألمي ايضنا . لا اشعن به اليوم ؛ ولكنه لا يزال المي ". لا يزال جزء! من تقليد تصريحي
وكفاف رؤياي . كل ما تعلمته في الغرب . كل فكرة اعتنقتها » هى مجرد مستحضر تجميل
اضيف الى تلك القفزة الأولى لنضوجي التي قمت بها هناء معكمءوافهم كل شيء . ولا استعمل
غير حاسة فلسطينيتي الاصلية . افهم . افهم لماذا كان يقف الرجال والنساء والاولاد بذل في
الصف خارج مستودع اغذية تابع للاونروا كل شهر , ليتسلموا حصتهم من الغذاء ؛ في مخيم
لاجئي برج البراجنة . ولاذا القوا نظرات مختلسة إلى بعضهم البعض ٠ واصواتهم ,
كوجوههم , مليئة باليأس الهادىء . وافهم لماذا ذهب الرجال يعشرات الألوف الى شبه
الجزيرة العربية ليعملوا في حقول النفط مقابل اجور زهيدة » والنوم في صناديق من الصفيح في
بيوت مصنوعة مقدما » كل عشرة في صندوق ٠؛ فيما تركوا وراءهم اطفالا وزوجات ؤوالدين .
وافهم لماذا الاطفال في غرف الصف في المدارس التي كنت اذهب اليها في بيروت ارتجفوا تحت
ثيابهم في وسط الشتاء . وافهم لماذا كان الفلسطينيون ينقلون من مكان لآخر , مدة اشهر ؛ في
دائرة الاجانب في وزارة. الداخلية لمجرد الحصول على تصريح للسقر خارج البلاد ( واحيانا
داخل البلاد ) لزيارة قريب او السعي وراء وظيفة . وافهم لماذا نحن , كفلسطينيين » اختيرنا
درجة لا يمكن تصورها من الارهاب خلال اسفارنا في الخارج كاشخاص عديمي الجنسية » ان
نعبر الحدود بقطعة من الورق صورتنا ملصقة عليها , تشهد على اننا لا ننتمي الى جنسية
معترف بها . ولا نتمتع بحمايات وقوانين اية حكومة او مؤّسسات أو دولة معترف بها . واقهم
الوحشية المرضية لرجال الشرطة والمسؤولين والبيروقراطيين ؤعملاء المخابرات والعربٍ المتغريين
المتعجرفين عندما يتفاعلون معنا , نحن بائسي عالمهم . وافهم كم يصبير صعبا , عندما اكشف
عن جنسيتي لشخصن مافي الولايات المتحدة: » حيث اعيش:؛ ان اتقاسم انسانيتي مع الناس ,
وان اثبت انني لست , اننا لسنا جميغا ٠ قتلة سفاحين ارهابيين مكرسين لممارسة العنف في
حياتنا اليومية . وافهم ان مصدر حاسة آخريتي في الولايات المتحذة لا تنبع مني بل من الآخرين
الذين يفرضونها علي , وان ليس ثمة شيء استطيع فعله لاتسلق. الجدران العنصرية التي
يشيدونها بيننا . وافهم الافكار عن اللاشيء في نفوس النساء في مدننا في العالم العريي اللواتي
يغطين وجوههن بالشالات ويجررن الاولاد وراءهن . وافهم ايضا افكار الرجال العاطلين عن
العمل الجالسين في المقاهي في الغيتوات ومخيمات اللاجئين في بيروت ٠. يحركون ببطء كؤوس
الشاي ويمصون النرجيلات . وافهم ما يعنيه ان تكون شعبا محتلا او منقيا أى مساء قهمه
وماذا لا ,اقول شيئًا .الى اميركي يعلى انفه الكلف ويسأللماذا تقتل دائما النساء والاطفال .
وافهم لماذا جلست الكثيرات من الامهات الفلسطينيات بجائب جثث ابنائهن او بناتهن الذين
سقطوا في المعركة وضرين صدورهن ووجوههن بيأس وحزن . وافهم التشوشات التي تمتم بها
والدي .“عن العودة ٠ قيما اشنطجع يحتضر في غيتونا في بيرت . وافهم لماذا نفكر افكارنا .
اقهم كل هذا واكثر بكثير . والفرق الوحيد بيني وبينك هى ان ثمة عنطرا فكزيا: أساسيا
لفهمئ , مما يجعل معرفتي.اقل تماسكا من معرفتك. . ولكني اعرف ان الصفحات في يوم من
الايام ستنقلن.: وان الاوراق في يوم من الايام ستتسباقط. , وان.الخريف سيفسح الطريق للثلج
النظليف .
لا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39439 (2 views)