شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 34)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 34)
- المحتوى
-
رسن
غدا هو اليوم الاول من كانون الثاني ( يناير ) 1515 انها ذكرى السنة الرابعة عشرة
لبروز الثورة. الفلشطينية .. وهناك اعلام ٠ في منطقة -البسطة ٠ حيث تعيش عائلتي وحيث
تسيطر عناصر من قيادة الكفاح المسلح الفلسطيني :والخركة الوطنية اللبنانية » وجميعها
تحتفل بالحدث . وغدا سيقوم. ٠١ الاف فدائي بمسيرة في استاد الرياضة ٠ ومن المتوقع ان
يحضرمئة الف مشاهد . والليلة سآارى عما قريب عائلتي ؛ على الاقل تلك الاجزاء منها التي لم
تطرد من البلاد أو تقتل .
لاابد ان تكون امي سيدة عجوزأ متغضنة. شقيقي مع الثورة . ولن اعرف اعمامي وعماتي
وائخواتي وخالاتي :ؤابناء العتمومة ؤيتات العمؤمة وازواجَهم وزوجاتهم لم ارهم ابدا . والليلة
اتأمل: في ذكزى موت والدي : والنشئخرية الملازمة له . ففي مثل يوم غد لازيّع عشرة سنة خلت
مات والدئ : في اليوم نفسة الذي ولدت فيه الثوزة .
اعرف كيف احتفل بذكرى ولادة الثورة. . ولكن كيف اندب موت ابي ؟ كنت اعرف كيف
إندب ابي لو انه مات باسباب طبيعية ؛ بمرض معين معترف به اومن الشيخوخة » اوحتى لى
مات موتا عنيفا . إلا.ان ابي مات من شيء آخر . فقد مات من عدم قدرته على الاجابة عن
السؤال ٠ الذي لا بد وان يكون طرحه تكراراطوال تلك السنين منذ عام ١944 , وله علاقة يلماذا
حدث كل هذا لنا .
في 1544 كان ابي يعيش في حيفا . كان فقيرا , كمعظم الفلسطينيين . وكمعظم
الفلسطينيين كان ابيا كذلك , لأنه يعيش في مدينته . ولديه عمله الصغير » ويلعب الترد مع
اصدقائه في مقاهي الشوارع الجانبية من المدينة » ويعيل عائلته . ويعد ١14/8 نقل الى عالم
أعتبر فيه غير موجود في مخيم للاجئين حيث تحولت انسانيته وهويته الى مجرد كسرة . كان
الانتقال مفاجنًا , لا يمكن تفسيرة الى حد انه.كان يخنقه . وكلما فكر في الامر , كلما مزقت
الفكرة روحه الى نتف من الجراح النازفة » من اللافهم المشدوه . وفي بداية كل شهر . كان
يصطف عند مخزن الأغذية ليتلقى حصته من الأغذية ٠ التي تكفينا اسبوعا على وجه التقريب .
ويعد ذلك كنا نجوع , ونيرد ونشعن بالوجدة .
لم يعرف لماذا انهاركل شيء خوله . ولم يستطع التعامل مع تحوله المفاجىء من فلسطيتي
عربي ابي مكتف بذاته ؛ الى شْء غين موجود ينتمي الى شعب يضار الى دفعة دفعا'خازج
صفحات كتب التاريخ . ولا كان مجهزا ققط بصوره التقليدية , التي افادته في تحديد مجتمع
الفلاخِين الذين كان هو نتاجا له , فقد عجز عن تفسير لماذا سنلب حقه في الحياة في يلاده .
كان شعر والدي اسود قاحما في 154 ولكنه في اوائل الخمسينات كان يتحول الى لون
الثلج .. كان يتغضن.وامله ٠ كصوته كان يفقد جدته . لم تكن لديه اجوية واراد ان يموت
شكيسيينا .
|
ومع هذا اعلم اننئ لا يجب ان اهتم- : لقد حشد ابي ماضيه واستجاب له :» على افضل
طريقة يعرفها , في الحياة وفي المت . وانا حشدت ماضي . وعندما افكر فيه , اجد انني نموت - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39439 (2 views)