شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 35)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 35)
- المحتوى
-
”3
مع العنف تماما كما نموت مع جلدي . لقد ازدهر العنف والموت في تقارب وثيق لكل لحظة , لكل
لقاء » في حياتي . وحتى وانا طفل كنت اتعلم » عن العنف الذي يستطيع التاريخ ان ينزله في
الدوح ٠ في الايمان في عقلانية الآن اى الحياة الاخروية .
كان العنف في شكليه النفسي والمادي دائما يسنيطر على حياتي : ومع هذا ففي تلك الفتزات
الهادئة التي اختيرتها احيانا » وجد داخلي ٠ على طول ذكرى الألم والدمار » شعور محبة قويًا
الىالحد ذاته ؛ تأكيد على امكانية العدالة والحرية الانسانية,حارما العنف من احتكار النفس .
وحتى كفتى في الثامنة من عمري , يوجد لدي ذكريات تركتها ورائي ٠ ذكريات على السير
والراحة والسير على طول طريق الساحل الى الحدود اللبنانية سعيا وراء ملجأ . وامرأة فلاحة
تضع مولودا على قارعة الطريق . والام مخاضها تجعلها تطلق اصواتا طيفية ٠ وامي بسبحة
صلاتها تتوسل الالهة ان تسهل الطريق ٠ وعلى الطريق ينضم الينا مشردون وتائهون من حيفا
أو عكا اومدن ساحلية اخرى ٠ وجميعهم يسيرون في نفس الاتجاه .شقيقتي لا تتجاوز الثانية
من عمرها , فتأخذ امي شالها وتربطه في عقد حول ظهرها وكتفيها وتضع اختي الطفلة هناك .
وعندما نمر بالمستوطنات الصهيونية » يسير الجميع باتجاه مستقيم » ناظرين امامهم , وكأننا
بفعلنا ذلك لن يرانا ولن يطلق الرصاص علينا احد .ماهي هذه المستوطنات ؟ من هم الناس
الذين يعيشون فيها ؟ لماذا اختاروا بلادنا ليأتوا اليها ؟ من هم هؤلاء الناس ... ؟ من
8
هم :
قبل ذلك بسنة , في القرية التي كنا نعيش فيها , اظل انكر ... كيف نسف البيت وفرت'
منه العائلة . حجسد المرأة يحترق وكانت تتمسك بوسادة وهي تركض . اسمع صرخة . في
الغرفة تلك الليلة الجميع ينهضون . وشقيقي البكر يحمل بندقية ويغادر بسرعة . وصوت نيران
الأسلحة يرتفع ... يقترب ... والحيوانات في القرية تركض فالتة ؛ في الدروب الوسخة » وراء
المنازل . وه اللجنة من اجل الدفاع عن بلد الشيخ » تصدن التعليمات فيما السماء تمطر
النييان على قريتنا . ربما الله في سمائه قد جن . انهم هنا من خديد . ما يزال الوقت ليلا في
الغرفة وامي تتلو ايات من القرآن . ان عصابة شتيرن هذا من جديد . وثمة نوع من الجنون في
الكلمات القرآنية فيما تتلوها امي . ويطمسها صوت اطلاق الرصاص ثم اسمعهم من جديد :
عاليا ٠ بشكل محموم , عندما تكون هناك فجوة . صمت قصير . فيما يتوقف اطلاق النار .
انهم هنا ... من هم هؤلاء الناس ... انهم يأخذون وطنتا .
تركنا القرية ونزلنا لنقيم في المدينة مع جدى وعمي . كان جدي يعمل في مرفاً حيفا مع
« هيئة المرفاً البريطانية » ... ومع المقاومة السرية . وكان كل ليلة يعود الى البيت ببنادق
يهربها من بوابات المرفأ ويأتي بها الى البيت الى عمي . بنادق كان يسرقها من المكاتب التي
يعمل فيها . بنادق يشتريها من جنود بريطانيين سكارى . بنادق تشترى من على سفن صديقه
قادمة من بيروت واللاذقية او الاسكندرية .
وكان عمي وشقيقي يغيبان عن البيت اياما عدة . كانوا يسمونهم مجاهدين في تلك
الايام . وجيلي ٠ بعد ذلك بعقدين . صار يعرف بالفدائيين . لكن كل شيء كان يحتضر . كانوا
البقية ... غير المنظمة والوحيدة ... لثورة 195575 ١9592 . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39442 (2 views)