شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 43)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 43)
المحتوى
فد
« لماذا . اسألكم , نحتاج الى صورة لعبد الناصر هنا ؟ هل ما يزال بامكاتنا ان نثق
بالزعماء العرب ؟ »
ويسال شخص ما في القرفة غير مصدق : « ليس عبد الناضر ؟ عبد التاصر؟ ,
, . ‏لا اتق بأحد . لو كان الله زعيما عربيا , لما وثقت به‎ ٠
فقالت امي : ‎١‏ ملحد . شيوعي ,
ابد أشتم بعنف وتبدأ امي بتعاويذها القرآنية.: « اطلب الغفران لك . من الله العلي
العظيم . لا قوة ولا حول الابه هى العلي القدير » .
ويقف ابي ‎٠‏ وكأنه كان ينتظر اشارة ‎٠‏ ويأمرني بمغادرة الغرفة . وفيما انا اغادر الغرفة
اسمع اختي تتناول الحديث حيث تركته انا .
تقول : « انه على حق » الا ترى يا ابي ؟ هل نستطيع أن نثق بأحد , الا بانفسنا , لنحرر
بلادنا ؟ ».
ياسمين . اختي الصغيرة » بنظارتيهاويبثرتها المراهقة » وشعرها الاسود الفاحم . ومع
كل كراريسها وكتيباتها حول « تضامن الطبقات العاملة » المخبأة في حقيبتها المدرسية لكي لا
يراها والداي . اختي الصغيرة وخوفي من الظلام . ياسمين التي ككل طفل فلسطيني آخر لم
تكن لها طفولة ابدا ‎٠‏ اختي التي كانت نتاج العنف في تاريخنا بقدر ما كنت انا نتاج العنف .
تعمل كخادمة في جبال عجلون ‎٠‏ في الاردن ‎٠‏ في سن الثانية عشرة .
في ذلك الوقت اتصلت بامي امرأة في المخيم كانت تعرف شخصا ما ‎٠‏ وكان هو يعرف
شخصا آخر , وكان هذا الشخص الآخر يعرف عائلة اردنية .
وقالت المرأة لامي بصورة تآمرية : « قريبة من العائلة المالكة . حقا . تصل الى اعلى .
قريبة من الملك . انهم يبحثون عن خادمة . خادمة صغيرة مثل ياسمين . لا تتجاوز الثانية
عشرة اى الثالثة عشرة , لتساعد في:المنزل , انها عائلة طيبة . وغنية . تقيم في جبل حسين في
عمان وتذهب الى جرش في الصيف » .
كانت جرش في ذلك الوقت منتجعا صيفيا للعائلات الاردنية الثرية » كان لديهم جميعا
دارات هناك وملاعب لكرة المضرب . وكانت للنساء تسريحات شعر فرنسية . وكانت ملايسهم
مستوردة من انكلترا وفرنسا او الولايات المتحدة . وكان الرجال يسيرون بسراويل قصيرة
ويراهم الناس وهم يلعبون الكريكيت. هكذا ظنوا ان الناس يفعلون في بريطانيا . وكان الجميع
يتكلمون الانكليزية » واحيانا الفرنسية . الانكليزية والفرنسية كما كان يتكلمها الناس في
الثلاثينات . عامية حديثة تستعمل خارج سياقها. عادات وطرق مميزة في السلوك التقطوها من
الافلام الغربية . وفيما يرشفون الكونياك ويصرخون « [2147 01 , 521011 60072 »
لأحد ما يلعب كرة المضرب ؛ كانوا ينظفون حلوقهم ويبصقون على الارض . وكان لهم نظراء في
بيروت والقاهرة ودلهي الجديدة واماكن اخرى في العالم الثالث .
تاريخ
سبتمبر ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 5098 (6 views)