شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 51)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 51)
- المحتوى
-
00
والحياة . وهذه لا يمكن تحقيقها على طريقة الاندماجيين بمدى اليهودية بل من خلال أمة منظمة
تنظيما سياسيا حيث تستطيع هذه الامة تجسيدها في مؤسساتها الاجتماعية29© .
وتشيع النظرية الحيوية التطورية والتي تتأتر بمفاهيم الدارونية الاجتماعية عند العرقيين
الاوروبيين في كل صفحات كتابه ٠ روما والقدس ٠ ويردد نفس عبارات الصراع والبقاء للاقوى
والاصلح يقول :
« اصبح تاريخ الانسان مقدسا من خلال اليهودية , واعني هذا ان التاريخ اصبح تطورا
عضويا وموحدا زعود في اصله الى حد الاسرة . وسوف لا يتم هذا التطور الا اذا اصبحت
الانسانية كلها اسرة واحدة . يتحد اعضاؤها بالروح القدس ويابداع التاريخ العبقري بقوة ,
كاتحاد اعضاء الجسم بقوة ابداع الطبيعة المقدسمة . ويما أنه ليس هناك اي شعب غير اليهود
له ( دين يريط العناصر القومية والعالمية والتاريخية معا فاليهود اذن هم وحدهم شعب الله ,
ومنذ الثورة الفرنسيةصبع الشعبالفرنسي والشعوب التي سارت على خطاه منافسينا الاشراف
وحلفاءنا المخلصين ) .
ويتوجه الى اخوته المخلصين ويقول : « وحافظ يا شعبي على مستواك عاليا فان النواة
الحية موجودة فيك مثلما توجد الحياة في حبة القمح التي كانت مخزونة داخل قبور المومياء
المصرية التي تحافظ على قوة تأثيرها بعد أن انقطعت عن الحياة لمدة آلاف السنين وستعمل هذه
الحبات جذورا وتعود الى الحياة في حالة زرعها وفي حالة اعطائها الهواء والنور والمطر الكافي
وذلك لأن « القوة الخلاقة في التاريخ » تنتج « شعوينا » كما تنتج الطبيعة ازهارا وثمارا
ونباتات وحيوانات .. وتبد! حياة الانسان في المجتمع بتميز رئيسي بين أقوام من الناس ,
والتي هي في البدء كالنبات توجد جنبا الى جنب ومن ثم تحارب بعضها بعضا كالحيوانات
وتحطم بعضها بعضا أو تمتص الواحدة الأخرى لكن سيعيش الناس في النهاية معا وذلك كي
يحصلوا على الحرية المطلقة ويعيشوا بصداقة حتى يكون الانسان مقيدا لغيره . هذا دون أن
يفقد الفرد هويته المميزة ,6480© .
أما ميول الصناعة والحضارة المتزايدة « فهي تهدد » كل اصل عضوي للقوة الحياتية
بالموت ٠ وذلك بجعل الحياة ميكانيكية وسيتطورٍ المجتمعالأنساني في التاريخ كالطبيعة تماما
« وسيحقق التاريخ كالطبيعة حقيقته المنسجمة الكمال » .
ولا شك أن ماركس وانجلز على حق عتدما يسخران من هس فكأنما يه يتصور ان قوة المال
والثروة قد توقفت في العالم » وأن تطور البشرية سياتي بفعل قوى ميتافزيقية خارجة وهو هنا
يتصورها القوة الحياتية والتطور الطبيعي للكائنات الذي سيصل بالانسان آخر الأمر وعبر
الصراع والقتل الى الاخاء والحب !!
أمة الروح وشعب الاخلاق
هذه الدعاوى التي شاعت عند المفكرين الالمان التقدميين , عن الامة الالمانية أمة الثقافة
والروح , تحولت. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لتصبح محور الفكر الرجعي عند
دعاة الجامعة الجرمانية ثم السلافية فقد أصبحت عصب الدعوة العنصرية والعرقية عند العديد - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22391 (3 views)