شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 53)
- المحتوى
-
ريك
لقد كانت السيادة في النصف الاخير من القرن الماضي لتيار الاندماج القوي بلا جدال ؛ وقد
أسقط الاصلاحيون الاندماجيون الامل السيائي اليهودي في العودة الى صهيون ؛ وجاءت
الصهيونية في هذه المرحلة كحركة انشقاق وردة وخروج على التيار الاندماجي الكاسح ؛ وكان
لا بد لها أن تزاوج بين الرؤية الدينية السلفية والتراثية وبين العصرية العلمانية حتى تجد لها
مكانا تحت الشمس , وهي تدعى وراثة عصر التحرر والقومية ٠ ويتعلق باهداب هذا العصر ,
بينما هي في الحقيقة حركة ردة وخيانة للتحررية والقومية معا , لأنها تنتمى منذ البداية
للقومية الرجعيةالشوفينيةولأنها عندها تبحث عن التمايز , وتعطي لنفسها رسالة خاصة قومية
وعالمية تدفع باليهود خارج قومياتهم ومجتمعاتهم . وهي اذ تحاول الاندماج في روح العصر ,
ترتد بهذه الروح الى عصور سحيقة .
والواقع ان النصف الاخير من القرن يشهد تحول الجامعة السلافية الى عقيدة غالية بين
المثقفين الروس , وهو مذهب مثله مثل الاصل «٠ الجامعة الجرمانية ٠ ينزع الى العصور
الوسطى والقومية الرجعية التي صنعت مذابح 1848١ وكانت الجامعة السلافية ترى أن
القبيلة هي بطبيعتها ٠ شعب مختار » وأن جميع اعضائها مهما كانوا هم بحكم المولد السلالة
الحقيقية للسويرمان فوق الجموع المنحطة . وكانت معاذاة السامية جزءا لا يتجزا عن هذه
الايديولوجية القبلية . فقد كان العداء لليهودي ليس لمجرد أنه غريب ٠ بل لأن دينه يمثل
الصيحة المقابلة : أنه شعب مختار » وهو مصدر كل اخلاق الهية, يتعين على اليشر طاعتها .
ومن هنا كان اليهودي يبدى في صورة العدى بالدرجة الأولى في حرب دينية .
والطريف ان احدها عام يغترف من هذا المنهل القبلي والعرقي ويتأتر به كل التأثر ,
يرد على نيتشه الذي ينكر الاخلاق ويعتبرها من صنع الضعفاء ويدعو الاقوياء الى الخروج على
هذه القيود المفروضة . باسم الاخلاق . وهو في رده ورفضه لهذه المقولة التي تبدو همجية يعود
ليقف على نفس الارض التي يقف عليها نيتشه ولكن من طريق مقابل ٠ فاحدها عام يرى في
مقولة نيتشه قلبا للقيم اليهودية , ذلك لأن معناها ان القوة متفوقة على الروح . لذلك فهو يقدم في
مقابل سويرمان نيتشه القوي سويرمان آخر يهودي هو « الصديق »٠ وهو البطل الاخلاقي ..
واذا كان السوبرمان ضمروزة للحياة الاتسانية فلا بد أن توجد بيئة ملائمة له . وهناك هذا
الشعب الذي تجعل منه ميزاته وسماته الموروثة اكثر صلاحية من غيره للنمو والتقدم الاخلاقي
وهى الشعب اليهودي فالاخلاق تسيطر على حياته » وهي اخلاق تسمى على غيرها , وعلى النمط
التقليدي للاخلاق .
والحقيقة أن احدها عام يستعير مفاهيم نيتشة بالضبط عن السويرمان ويضيف اليها
مفاهيم سينسر البيولوجية فقومية غير اليهود تبنى على القوة , وفي مقاباها قومية اليهود التي
تبنى على الروح تعتد بقوة المادة . والقومية عنده تشتمل على امرين ٠ القومية بشكل عام وهذه
القومية بلغة المنطق الصوري الارسطي جنس وورون تندرج تحته انواع واقراد , أي جميع امم
العالم ٠ وهناك في المقايل قومية الروج وهى ,» جنس فريد قناضع0 عناوأون] لا يوجد منها الا نوع
واحد , هو النوع اليهودي . ان احدها عام يلتقي تماما بفكر نيتشة والجامعة السلافية القبلي
والعرقي ولكن من الطريق الآخر « ومن هنا يمثل مفهوم الثورة المضادة بوضوح59 . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39469 (2 views)